19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

لا فردي ولا زوجي ولا منفيست ولا شمالي في بغداد

لا فردي ولا زوجي ولا منفيست ولا شمالي في بغداد

تفاجأ سكان العاصمة العزيزة بغداد في صباح يوم الأحد المصادف 10 مايس الحالي , بقيام السيطرات ومفارز المرور المنتشرة في مداخل وأنحاء العاصمة بمنع مرور السيارات التي تحمل لوحات التسجيل المؤقت ( المنفيست ) ولوحات التسجيل الصادرة من المحافظات الشمالية ( اربيل , دهوك , السليمانية ) وسيارات الحمل والدراجات النارية , كما تفاجاوا بإلغاء الاستثناءات للزوجي والفردي التي منحت سابقا للأطباء والقضاة وأساتذة الجامعات وضباط الأمن الداخلي وغيرهم من الفئات , وحين سال المواطنون عن أسباب المنع ومصدره ولماذا لم يبلغ المواطنون به , أجابوهم بان القرار صدر عن مديرية المرور العامة بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد وهو لدواعي تتعلق بالزيارة الخاصة باستشهاد الإمام موسى الكاظم ( ع ) التي تصادف في 25 رجب من كل عام , وعندما عاتب المواطنون العاملون في المفارز لأنهم لم يتبلغوا بهذا الإجراء وان الالتزام به يسبب لهم الإحراج , أجابوهم ببساطة إننا ننفذ التعليمات والأوامر فحسب وان عدم التبلغ مشكلة المواطن لأنه لا يتابع وسائل الإعلام , والمشكلة الحقيقية في الموضوع إن بعض هذه المفارز المعنية بالتطبيق اختلفت آرائهم في إن يوم 10/ 5 مخصص للفردي أم للزوجي بالنسبة لأصحاب المركبات التي تحمل رقم بغداد ( ألصدامي أو الألماني ) المعفي من الممنوعات , فبعضهم يقول انه للزوجي لان التاريخ زوجي والبعض الآخر يقول بأنه للفردي لان الشهر الفردي تكون أيامه الفردية للزوجي والأرقام الزوجية للفردي , مما يدل بان العمل بنظام الفردي والزوجي هو عبارة عن أداة تستخدمها الجهات المعنية لبعض الأغراض وتتركه في بقية الأيام .

ومن حق أي مواطن أن يسال لماذا تتكرر حالات المنع دون تبليغ مسبق ولماذا هذا الإرباك الاستعجال في التطبيق ؟ , إذ كان من الممكن أن يبدأ التبليغ من يوم الخميس الماضي كي يبدأ العمل به من يوم الأحد , آخذين بنظر الاعتبار أن يتم التبليغ بأكثر من وسيلة إعلامية لان ( الستلايت ) أتاح حرية واسعة في ولوج واختيار القنوات الفضائية , لدرجة إن البعض قد لا يتابعون القنوات العراقية قط , ويمكن للجهات المعنية أن تجري مسوحات ميدانية لغرض التعرف على نسبة متابعي قناة ( العراقية ) شبه الرسمية والتي غالبا ما تنقل هكذا أخبار , وقد لا يتفاجأ المعنيين عندما يجدون إن نسبة المتابعين لها لا يشكلون نسبة غير كبيرة من بين المشاهدين , لذا يصبح من الضروري توزيع الأمر على وسائل الإعلام لغرض اطلاع الجمهور على مضمونه لا كإعلان وإنما كخبر صحفي , فضلا عن توزيع الخبر على الإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي , والغاية من نشر هكذا أخبار هو لعدم إيقاع المواطنين بالإحراج وعدم إيقاف عمل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية , فقد اضطربت الأعمال في يوم الأحد وتحولت إلى شبه متوقفة في الأيام اللاحقة نظرا لتقييد حركة السيارات من جهة والغلق المفاجئ للشوارع من جهة أخرى , لا بسبب المناسبة لكون عاداتها سائدة منذ عقود , وإنما بسبب عدم التنظيم الجيد وغياب المعلومات عن حركة السير وبدائل الغلق , فاغلب البغداديين يمارسون الشعائر ويهمهم تطبيقها بشكل يسهل ممارستها , علما بان هناك وقتا كافيا للتنظيم واستقبال الزائرين من محافظاتنا العزيزة ومن خارج العراق , لان موعد الزيارة معروف وعدد الزائرين يمكن توقعه بخبرة المعنيين , فذروة الشعيرة ستكون يومي الأربعاء / الخميس القادمين مما يعني انه بالإمكان التخطيط المسبق بمشاركة الجهات المعنية بشكل يوفر انسيابية عالية ويقلل من توقف الأعمال , ولا نزال نتمنى مخلصين أن نستفاد من التجارب السابقة للتطوير والتسهيل من خلال إنشاء البنى التحتية الكفيلة باستيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين وتنشيط السياحة الدينية في هذه المناسبات , لا سيما بعد تزايد أعداد الوافدين الأجانب , كما نتمنى أن تمر مثل هذه المناسبات بخير وسلام .