تفاجأ سكان العاصمة العزيزة بغداد في صباح يوم الأحد المصادف 10 مايس الحالي , بقيام السيطرات ومفارز المرور المنتشرة في مداخل وأنحاء العاصمة بمنع مرور السيارات التي تحمل لوحات التسجيل المؤقت ( المنفيست ) ولوحات التسجيل الصادرة من المحافظات الشمالية ( اربيل , دهوك , السليمانية ) وسيارات الحمل والدراجات النارية , كما تفاجاوا بإلغاء الاستثناءات للزوجي والفردي التي منحت سابقا للأطباء والقضاة وأساتذة الجامعات وضباط الأمن الداخلي وغيرهم من الفئات , وحين سال المواطنون عن أسباب المنع ومصدره ولماذا لم يبلغ المواطنون به , أجابوهم بان القرار صدر عن مديرية المرور العامة بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد وهو لدواعي تتعلق بالزيارة الخاصة باستشهاد الإمام موسى الكاظم ( ع ) التي تصادف في 25 رجب من كل عام , وعندما عاتب المواطنون العاملون في المفارز لأنهم لم يتبلغوا بهذا الإجراء وان الالتزام به يسبب لهم الإحراج , أجابوهم ببساطة إننا ننفذ التعليمات والأوامر فحسب وان عدم التبلغ مشكلة المواطن لأنه لا يتابع وسائل الإعلام , والمشكلة الحقيقية في الموضوع إن بعض هذه المفارز المعنية بالتطبيق اختلفت آرائهم في إن يوم 10/ 5 مخصص للفردي أم للزوجي بالنسبة لأصحاب المركبات التي تحمل رقم بغداد ( ألصدامي أو الألماني ) المعفي من الممنوعات , فبعضهم يقول انه للزوجي لان التاريخ زوجي والبعض الآخر يقول بأنه للفردي لان الشهر الفردي تكون أيامه الفردية للزوجي والأرقام الزوجية للفردي , مما يدل بان العمل بنظام الفردي والزوجي هو عبارة عن أداة تستخدمها الجهات المعنية لبعض الأغراض وتتركه في بقية الأيام .
ومن حق أي مواطن أن يسال لماذا تتكرر حالات المنع دون تبليغ مسبق ولماذا هذا الإرباك الاستعجال في التطبيق ؟ , إذ كان من الممكن أن يبدأ التبليغ من يوم الخميس الماضي كي يبدأ العمل به من يوم الأحد , آخذين بنظر الاعتبار أن يتم التبليغ بأكثر من وسيلة إعلامية لان ( الستلايت ) أتاح حرية واسعة في ولوج واختيار القنوات الفضائية , لدرجة إن البعض قد لا يتابعون القنوات العراقية قط , ويمكن للجهات المعنية أن تجري مسوحات ميدانية لغرض التعرف على نسبة متابعي قناة ( العراقية ) شبه الرسمية والتي غالبا ما تنقل هكذا أخبار , وقد لا يتفاجأ المعنيين عندما يجدون إن نسبة المتابعين لها لا يشكلون نسبة غير كبيرة من بين المشاهدين , لذا يصبح من الضروري توزيع الأمر على وسائل الإعلام لغرض اطلاع الجمهور على مضمونه لا كإعلان وإنما كخبر صحفي , فضلا عن توزيع الخبر على الإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي , والغاية من نشر هكذا أخبار هو لعدم إيقاع المواطنين بالإحراج وعدم إيقاف عمل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية , فقد اضطربت الأعمال في يوم الأحد وتحولت إلى شبه متوقفة في الأيام اللاحقة نظرا لتقييد حركة السيارات من جهة والغلق المفاجئ للشوارع من جهة أخرى , لا بسبب المناسبة لكون عاداتها سائدة منذ عقود , وإنما بسبب عدم التنظيم الجيد وغياب المعلومات عن حركة السير وبدائل الغلق , فاغلب البغداديين يمارسون الشعائر ويهمهم تطبيقها بشكل يسهل ممارستها , علما بان هناك وقتا كافيا للتنظيم واستقبال الزائرين من محافظاتنا العزيزة ومن خارج العراق , لان موعد الزيارة معروف وعدد الزائرين يمكن توقعه بخبرة المعنيين , فذروة الشعيرة ستكون يومي الأربعاء / الخميس القادمين مما يعني انه بالإمكان التخطيط المسبق بمشاركة الجهات المعنية بشكل يوفر انسيابية عالية ويقلل من توقف الأعمال , ولا نزال نتمنى مخلصين أن نستفاد من التجارب السابقة للتطوير والتسهيل من خلال إنشاء البنى التحتية الكفيلة باستيعاب الأعداد المتزايدة من الزائرين وتنشيط السياحة الدينية في هذه المناسبات , لا سيما بعد تزايد أعداد الوافدين الأجانب , كما نتمنى أن تمر مثل هذه المناسبات بخير وسلام .