23 ديسمبر، 2024 12:54 ص

لا فتى الا علي  نريد حاكم يستحي

لا فتى الا علي  نريد حاكم يستحي

“لا فتى الا علي ونريد قائد جعفري”.
منذ نعومة أظافري، اي في بداية سبعينيات القرن الماضي، حين بدت ملامح التمييز، والاختلاط بالواقع لدي وانا اسمع بهذا الشعار، حيث كان سياسيا اكثر مما هو خدمي على ما اظن، لماذا نريد قائدا جعفري(شيعيا)؟ قد يقول قائل لكثرة الظلم الذي وقع على ابناء هذه الطائفة، منذ استشهاد الامام علي عليه السلام لوقتنا هذا، نتيجة تمسكنا بمنهج، وسياسة اهل بيت النبوة، واعتقادنا بانها الرسالة الصحيحة، حسب احاديث، وروايات موثوقة، موتوره، حتى سمينا بالروافض، لرفضنا الحكومات المتعاقبة من معاوية ابن ابي سفيان، الى صدام حسين، مرورا بالعباسيين عليهم لعائن السموات والارض وما فيها. 
اعتقدنا ان الحاكم الجعفري سوف يستمد قراراته، واحكامه من حُكم امير المؤمنين عليه السلام، علي؛ الذي كان يطفأ شمعة بيت المال، ويشعل شمعته الخاصة عند الانتهاء من العمل لبيت المال، وامور المسلمين، نعم علي؛ الذي لم يقرض اخاه عقيل( صاحب العيال الكثيرة، والموارد القليلة) المال من بيت مال المسلمين، وهو جالس على خزائنها، علي؛ الذي قال رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها، على؛ الذي رد على من دعاه الى شراء مدرعة او ملابس جديدة بدل الذي استهلكت، وتمزقت، بانه جاءهم بها، وسيعود بها، على؛ الذي طلق الدنيا ثلاث وقال لها غري غيري.
عموما، ليس حديثي عن علي ابن ابي طالب هنا، الذي لو كتب العالم كله عن فضائله، بورق الشجر صحفا وماء البحر مدادا لما وصلت اليه.
قد تتحول الظنون الى احلام يقظه، حين ينفرد المريء بنفسه قليلا ليجدها تبتسم لوحدها، لما مرت به من لحظات جميلة، رسمتها بأحلام وردية، نعم ظننا ان الحاكم الجعفري يستمد حكمه، واخلاقه، وعدله، وتعامله، حتى عباداته من حُكم، وسيرة علي عليه السلام، لكننا صدمنا بشلة لانعرف الى من ننسبها لكنها تتدعي علوية الهوية، وجعفرية المذهب.
عندما اتكلم عمن تصدى للعملية السياسية في العراق بعد التغيير، وسقوط الصنم الهدام، عدو الانسانية والحضارة، والمساواة، لا اقصد الجميع، فهناك أشخاص يريدون الخير للوطن، والمواطن، لكنهم كحال شخص ينادي في قاعة كبيرة مليئة بأجهزة تكبير الصوت، تعلوا وتصدح بالغناء ليقول لهم، ويصرخ بأعلى صوته يا ناس الغناء حرام لكن صوته لا يتعدى شفتيه وسط الضجيج.ثلاثة عشر سنة؛ والعراق يدور في دوامة كبيرة من عدم وضوح الرؤية، وانعدام الاستراتيجية، والفوضى، يغلفها الافة الاكبر الا وهو الفساد.
ثلاثة عشر سنة والمواطن يئن الم الجراح، ويذوق الويلات من نفس الكأس يوميا وباستمرار مقابل حفنة وضيعة من المتصدين للعملية السياسية، التي تنعم بأموال السحت، وتتنعم بالفساد، وكأنهم قلبوا النظرية ليكون الفساد هو مصدرهم الاساس بالحياة، متناسين الباري عز وجل وعقابه، وحسابه.
التغيير قريب، والاصلاح في متناول اليد من خلال ثورة بيضاء، رمزها صناديق الاقتراع للانتخابات المحلية، والبرلمانية، لا من حيث الشعارات والفوضى.
علينا ان نبحث عن اشخاص يستحون، ويخجلون من الفشل، وتأنبهم ضمائرهم للواقع الذي يتصدون له، ويكونون مسؤولين امام الباري عز وجل، وضمائرهم، وشعبهم، وعوائلهم عن كل هدر في الطاقات والموارد البشرية، والمادية، علينا ان نجد مسؤولين لا يخافون هيئات النزاهة، والرقابة، والاعلام، ولا تمتد اياديهم الى المال العام.