” الأمم المتحدة ” والمنظمات الأنسانية وكذلك الأمريكان قدّروا وخمّنوا مسبقاً ” قبل الشروع بمعركة الموصل ” الأعداد الهائلة التي سوف تنزح من هذه المدينة , ولكن ماذا نفعت هذه التقديرات والحسابات الأولية .!
إذا كان للعارِ تصنيفاتٌ ودرجاتٍ , فأنّ اقصى درجات العار التي تصبّ حِممها , فهي على الدولة العراقية , حينما تبثّ القنوات الفضائية < المحلية > ومعها العربية صوراً وفيديوهات عن العوائل النازحة وهي تحكي معاناة افتقاد مياه الشرب والنقص الفادح للطعام , ولا نرغب هنا في الإسترسال عن اوضاع الخيم المعرّضة للبرد ولللأمطار , ولن نتحدث ايضاً عن الطريقة الفَظّه في معاملة ورمي المساعدات الأنسانية المحدودة والرمزيه مع النازحين والتي تفتقد لأبسط المقومات والإعتبارات , بل انّ كلّ ما ذكرناه اعلاه فهو ليس شأننا ! في هذا المقال , فهنالك تصوّرٌ مسبق لدى عموم الجمهور أنّ الدولة واجهزة الدولة هي دون مستوى هذه المهمة الإنسانية – الوطنية , وهي ادنى من ذلك بكثيرٍ وكثير ولربما الى مستوى الحضيض . لكنَّ ما يفاجؤنا ويدهشنا هو الغياب المبهم لمنظمات المجتمع المدني .! ” اين صاروا واين اختبؤوا ” , وهل وظيفتهم محصورةٌ جداً ! على مظاهرات ساحة التحرير .!؟ , فلو كان هنالك من خيرٍ يرجى من هذه المنظمات , لبادرتْ ” على الأقل ” الى إرسال وتوزيع شاحناتٍ ومركباتٍ تدور وتجوب الأحياء والمناطق السكنية بغية جمع وتجميع مساعداتٍ غذائية ووسائل تدفئة والبسة وغيرها من البيوت والعوائل مّما يمكّن اغراق وسدّ احتياجات الآلاف المؤلفة من ابناء هذا الشعب , ثُمّ ومن خلال هذا التحرك الأفتراضي لهذه المنظمات , فكان بالإمكان تفريغ معظم المحلات من مختلف الأغذية المعلبة والمستلزمات الحياتية الأخرى وعلى نفقة المتبرعين من عموم الأهالي الذين لاشكّ في اندفاهم في ذلك .
ولكن ايضاً , فمنذُ زمنٍ ليس قصير , فَلمْ نسمع ولم نشاهد ايّ حركاتٍ او تحرّكات لما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ! , وقد اضحى وامسى أنّ وجودها او ايجادها محصورٌ لإعتباراتٍ سياسية , وظرفيه ايضاً .!