كانت أنظار الشعب العراقي تتجه نحو التغيير بعد أن تم إجراء الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من شهر تشرين الأول 2021 .. وبعد ذلك تشوشت ، بل ضاعت من مدى نظرنا صورة الحل .. وحتى ملامحها الضبابية . ووقفنا مرة ( جديدة ) بانتظار حلول وسط . وفي قرارة أنفسنا إنها لن تقودنا إلى حل وانفراج ، بوجود حب المكاسرة وتوظيف الأوراق للضغط المتبادل بين الأطراف . وحتى نكون صادقين ولنثبت للأمانة التاريخية أن الرأي العام العراقي غير مقتنع بما يدور على الساحة العراقية .
كل ما في ماضينا وحاضرنا يؤكد بالثوابت الدامغة إن العنف وفرض الإرادات لا تؤتي بالحلول الناجعة .. بل عراق الصيغة التي تحتوي الغالبين والمغلوبين .. ويعني أن ترضى بالحوار الايجابي .
هذا هو العراق .. فلنقبل بالواقع كما هو ولنتعامل وإياه من هذه المشارف وإلا كنا ساعين لهدر الطاقات وبعثرة الجهود .. انه العراق الذي يرفض كل تصرف غريب عن أصالته وتأريخه وتقاليده .
الشعب كل الشعب بات لا يعنيه من هو المخطئ ومن هو المصيب .. بل صاروا لا يأخذون بمحاولات تبرير المواقف التي يتخذها هذا الطرف أو ذاك .. ثم يجلسون أمام وسائل الإعلام المختلفة وخاصة في الفضائيات لإقناع الشعب بجدوى مواقفهم .. وهم يعرفون ان الكثير من أبناء الشعب يقفلون شاشات التلفاز ويصمون آذانهم لا مبالين بالأقوال .. نعم هذا هو رد فعل المواطن .. الذي يشهد بألم كل ما يجري على الساحة وقلوبهم وعقولهم تعتب على الساسة لما وصل اليه العراق … وهل يمكن إنقاذ العراق في ظل مثل هذه التجاذبات السياسية ؟
الشعب يقول للساسة : من الغباء أن يعتقد أحد .. أياً كان .. إن الإكراه والقهر شؤون واردة في صيغ الحل العراقي ، بل إنها الشؤون المستبعدة لأنها تتنكر للتراث والثوابت الوطنية التي قام عليها هذا الوطن . ولكن بالحوار الايجابي يكمن الحل .
نعم .. لا غالبين ولا مغلوبين .. بل غالب واحد هو العراق .