18 ديسمبر، 2024 11:50 م

لا غالب ولامغلوب في التسوية

لا غالب ولامغلوب في التسوية

لطالما كثر الكلام عّن مشروع التسوية الوطنية التي طرحتها قيادة التحالف الوطني التي رأت انها ملحة لحفظ الارض وهي ضرورة من اجل بناء دولة  المواطن ولم الشمل بين الاخوة وهي ضامن للجميع في جميع الأمور ، لذلك نجد ان مشاريع التسوية لعبت دورا مهماً في مختلف الامكنة والأزمنة  في الحفاظ على التعايش المجتمعي خصوصاً بعد انتهاء الحروب والنزاعات في ظل وجود أفكار وروئ متعددة في المجتمع فهي ضرورة ملحة وضرورة وطنية لحفظ البلدان فنجد ان اول من طرح التسوية في الاسلام هو رسول الله ( ص ) وفي مرات عديدة أبرزها صلح الحديبية عام ٦ للهجرة وطرح رسول الله ( ص ) قبلها صلحاً بين المسلمين واليهود وبين قريش والمسلمين وبين المسلمين أنفسهم وهذه التسويات والمعاهدات حقنت دماء المسلمين ! أتى بعده الامام الحسن ( ع )وطرحه صلحه مع معاوية الذي كان من أشد المعادين لأهل البيت ولمشروع القرآن ! ولدينا في هذا العصر مشاريع عملاقة للتسوية منها مشروع الراحل نيلسون مانديلا الذي عزز المصالحة العرقية بين ابناء البلد ، واليوم أتى السيد  الحكيم بمبادرة التسوية الوطنية والتي ناقشتها لجان التحالف الوطني وأيدتها الهيأة القيادية فيه بعد ان رأوْا ان المعركة في نهايتها ويجب عليهم الحفاظ على لحمة البلد وسلامته وسلامة ابناءه  خصوصاً بعد ان استشعروا خصوصية مرحلة مابعد داعش ورواج فكر القتل والطائفية والدمار ، اذن مشاريع التسوية هي مشاريع المصلحين والعظماء والوطنيين الذين همهم هو حفظ دماء ابناء بلدهم وحفظ التعايش السلمي فهي تعني الحل الوسط الذي لايوجد فيه غالب ولا مغلوب .