7 أبريل، 2024 10:59 م
Search
Close this search box.

لا عيوني لا، لا يروح ظنكم السيء بعيد

Facebook
Twitter
LinkedIn

النتن-ياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي نعرفه جميعاً معرفة إستثنائية، يتولى السلطة منذ 2009 ويعتبر اللاعب الأبرز في السياسة الإسرائيلية اعتباراً من 1996، يُلاحق الآن، وهو لمّا يزل على رأس السلطة، من قبل الشرطة بتهم فساد. واحدنا، بالجلفي، يفك حلگه ويگول: أيابّاه، هاذ شمسوّي بدنيته حتى ملاحگيه وهوّه رئيس وزراء؟!!.

للتوضيح فساد النتن-ياهو لا يشبه الفساد الذي نختبره نحن يوميا في العراق منذ ٢٠٠٣، فهو مثلا لم يصرح علنا في التلفزيون (إي والله أخذت رشوة)، ولَم يعلن في جلسة حوارية على الهواء (وتقاسمنا الكعكة وكلمن أخذ كيكته وفرح بيها وعقود ومناقصات وكوميشنات)، ولا بلّغ عنه الرئيس الروسي وقال انه فرض علينا (كوميشن) بمئات الملايين من الدولارات في صفقة السلاح الأخيرة، ولا طرد إثنين من رؤساء النزاهة عنده لأنهما دسّا أنفيهما في قضايا مشبوهة لحاشيته، ولا طرد محافظ البنك المركزي وسجن نائبه وسلمه الى احد رجالات حزبه المطيعين ليتسنى له فيما بعد قضم نصف احتياطه النقدي بِمَا يفوق الأربعين مليار دولار، ولا وقّع عقوداً بمليارات الدولارات مع شركات وهمية لتجهيز الكهرباء، ولا رهن ٩١ مليار برميل من إحتياطه النفطي للشركات الأجنبية بحجة التطوير والخدمة وغيرها من المسميات، ولا أرسل قريبه القاضي وعضو مرفوع الرأس في البرلمان لاحقاً، الى الفقراء ليوزع عليهم سندات تمليك أراضي مزيفة ويتوعدهم بأنهم سوف يلتقون ثانية بعد الإنتخابات، ولا صرف موازنة سنة كاملة بدون قانون، ولا أحجم عن تقديم الحسابات الختامية التي تبين كيفية تصرفه بالمال العام، ولا قال عنه المفتش العام الأمريكي انه قبض خمسة ملايين دولار من شركة الإتصالات التي تقدم خدمات الموبايل عندما كان وزيرا للمواصلات، ولَم يؤثر عنه انه اشترى أو باع منصبا حكومياً أو تسلسلا في قائمة انتخابية ، ولا تدور حوله شبهات تزوير الإنتخابات أو التدخل في شؤون القضاء أو تجاوز الدستور والبرلمان في التعيينات الخاصة، ولم يرتفع مؤشر الفساد خلال حكمه حتى أصبح بلده من البلدان الأكثر فسادا في العالم، والأهم من كل ذلك انه لم يُتهم وتدينه اللجنة التحقيقية بعد ذلك، في تسليم عكا وحيفا ويافا الى حماس.

لا عيوني لا، لا يروح ظنكم السيء بعيداً، النتن-ياهو، وهو النتن الأنظف (فيما يخص الفساد على الأقل) من كثير من مسؤولينا وزعمائنا (إن لم يكن من أجمعهم حاشا الدين) يلاحق الآن في قضية، يُعتقد انها ستقرب مستقبله السياسي من حبل المشنقة، تتلخص في قيام شركة اتصالات كبرى، إسمها بيزك، بتقديم تغطية إعلامية إيجابية في وسيلة إعلامية يسيطرون عليها مقابل مزايا من جهات تنظيمية، وقد ألقت الشرطة القبض على مسؤولين كبار في الشركة اضافة الى أحد مساعدي النتن-ياهو المقربين حسب رويتزر اليوم.

أرى ان ليس شر البلية ما يضحك، إنما شر البلية ما نحن فيه، وهو قطعاً لا يضحك. [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب