23 ديسمبر، 2024 5:27 م

لا عتب على أسامة النجيفي

لا عتب على أسامة النجيفي

وصف النائب علي العلاق عن دولة القانون , قرار رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي برفع مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2014 , من جدول أعمال جلسات البرلمان إلى إشعار آخر , بأنّه إعلان الحرب على الشعب العراقي في قوته اليومي , ولكنّي لا أرى ما يراه جناب النائب المحترم , فأنا أعتقد أنّ من أعلن الحرب على الشعب العراقي في قوته , هم نوّاب التحالف الوطني الذين وقفوا مع مسعود البارزاني وأسامة النجيفي في عدم تمرير قانون الموازنة العامة , وإلا فما قيمة مسعود وأسامة لو أراد التحالف الوطني أن يمررّ هذا القانون ؟ ولماذا لا نقول أنّ نوّاب التحالف الوطني الذين قاطعوا جلسات البرلمان المخصصة لمناقشة قانون الموازنة العامة , هم سفلة ومنحطّين وخائنين للأمانة ؟ أنا لا أخجل أن أقول لهم إنكم سفلة ومنحطّين وناقصي شرف وغيرة , ولو كانت لهم ذرة واحدة من الشرف والغيرة لما قاطعوا هذه الجلسات ووقفوا مع خونة الوطن مسعود وأسامة القذر , لكنّهم اسوء وأقذر من مسعود واسامة .
يحاصرون الشعب ويجوّعونه من أجل الضغط على نوري المالكي , أي شرف هذا وأي غيرة هذه ؟ وهل هذا هو شرف الأمانة التي اقسمتم عليه يا أولاد …. ؟ وتريدون من الشعب أن يعيد انتخابكم ؟ ولم لا فقد يعاد انتخابهم , فهم جميعا يتحدّثون عن تاييد المرجعية الدينية لهم , ولا أدري أية مرجعية هذه التي تقبل بإعادة انتخاب من يحارب الشعب بقوته اليومي ؟ .
إنّ الخلاف على قانون الموازنة العامة للسنة المالية الحالية , قد اصبح موضوعا للابتزاز وتصفية الحسابات والخلافات السياسية بين رئيس الوزراء وخصومه , فخصوم رئيس الوزراء لم يجدوا وسيلة أفضل من وسيلة تجويع الشعب للضغط عليه من أجل الاستجابة لمطاليبهم , وعلى ما يبدو أنّ هنالك اتفاقا بين هؤلاء الخصوم , أنّ لا موازنة للبلد هذا العام , ولتذهب الصحة والخدمات والتنمية إلى الجحيم , وليذهب معها الشعب أيضا إلى الجحيم , هذا هي حقيقة لسان حال هؤلاء المقاطعين لإقرار قانون الموازنة العامة .
ماذا سيذكر الشعب من أعمال مشينة لهذا البرلمان ورئيسه تحديدا ؟ , وهل سيكون هذا الدرس القاسي عبرة ؟ أم أننا سنعيد الكرّة ونعيد هؤلاء القرود ليتحكموا بمصائرنا مرة أخرى ؟ إنّ تجربة البرلمان الحالي المريرة يجب أن تكون درسا بليغا لنا جميعا , وأن لا تتكرر مرة أخرى تحت أي ظرف أو أي مبرر , وأن تكون دافعا لنا من أجل انتخاب حكومة أغلبية سياسية تنهي مأساة حكومات التوافق والشراكة اللاوطنية , وعلينا أن ننتبه جيدا أنّ المطالبين بالشراكة الللاوطنية هم نفسهم هؤلاء الذين يحاربون الشعب بقوته اليومي , في الختام أقول إصحوا أيها العراقيون واستفيقوا من نومكم , ولا تدعوهم يخدعونكم مرة أخرى , فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .