• المفسدون يغادرون.. او لا يغادرون العراق.. سواء فهم لا يحاسبون
• سنة او سنتان بعدها يحق لنا ان نصيح: فشلت الحكومة
حين قال بني اسرائيل، لموسى.. عليه السلام، لن نصبر على طعام واحد، لم يدعهم الله ينتظرون عشر سنوات؛ انما فورا انزل عليهم المن والسلوى، وأمرهم بالهبوط، الى مصر، حيث القثاء والفوم وما يكافئ صبر اربعين عاما من التيه في صحراء سيناء.
وإذ يرتدي رئيس الوزراء نوري المالكي، قناع الغفلة، عامدا، يطلب من العراقيين الصبر عليهم “هم” من هم هذا ما يتمنى العراقيون ان يعرفوه.
هل “هم” تعنيه هو ام حكومته ام مجلس وزرائه الكسالى يتثاءبون والشعب يتألم، ام حزبه الذي تسلق امانته مثلما سلك صدام درب حزب تشيده الجماجم والدم…
اي صبر هذا الذي لم يخجل المالكي من مطالبة العراقيين باصطباره، بعد عشر سنوات من فشل حكومي، حصة المالكي منها ثماني سنوات.. اي دورتين انتخابيتين، يسعى الى ثالثة، مكتظة بتفجيرات وغياب تام للخدمات وفساد مالي وانهيار اداري وتحكم الاميين بالدولة وتظاهر الاكاديميين بالامية ارضاءً لغباء القرار الرسمي.
خمسة وثلاثين عاما من جور البعث، تشبه تيه قوم موسى في سيناء، ذهب كلاهما اليها مندفعين من جور الفراعنة، يقطعون حرثهم ويقتلون ابناءهم ويستحيون نساءهم ويستعبدونهم، فحسمت مشكلتهم ببعث الله موسى، هل حسم المالكي مشكلتنا.. من دون تشابيه.
نتفق على الصبر، سنة او سنة ونصف، بعد 9 نيسان 2003، ونعطي سنة اخرى، طرح، تلافيا للتداخلات العارضة، التي فاجأت خطط التنمية، لكن تسليم البلد بيد جماعة المالكي، يتقاضون تخصيصات المشلريع العملاقة، التي تنهي عذاب الكهرباء والصحة والنظافة والتربية، ولا ينجزون المشاريع، انما يستولون على اثمانها ويغادرون او لا يغادرون العراق، سواء؛ فهم لا يحاسبون.
لن نصبر سوى سنة او سنتين، وما عداها اهمال من الحكومة للشعب، يجعلنا نصيح بعلوا الصوت: فشلت فارحل، وتلك حقيقة معروفة في علم السياسة، تتبوأ الفئة الاكبر عددا منصب السلطة التنفيذية، وعند انتهاء الدورة الرئاسية الاولى، تحاسب على ما حققته، إن لم يرتق الى الطموح تستبدل بالفئة التي تليها!
هذا ما كان يجب ان يكون بعد خمس سنوات من ترهل الاداء الحكومي، ولكن يأتي متأخرا خير من الا يأتي، لذا على المالكي ان يقر بان الله لا يكلف نفسا الا وسعها، وانت اضعف من ادارة البلد واوهى من مقاومة شراهة المال؛ فتنحى عن مهمة اوهيت عظم العراق ولم تحسن اداءها!
نصبر؟ لماذا نصبر، واسباب معاناتنا ليست بقدر غيبي مجهول، ولا لشحة في الثروات، انما سببها معلوم، هو انت شخصيا وجماعتك، الذين لن ترتوي شهوة المال في نفوسهم المتهافتة امام الجاه والسلطة.
كتب المالكي “اصبروا علينا” من دون اعطاء اسباب معقولة لعشر سنوات تصرمت، في الضحك على شعب يتلظى قهرا… ليس من الاهمال فقط، بل من الاستخفاف بعقله والاستهانة بمعاناته شعورا منه بان الـ “عجل خيي” استبدلت بالـ “جا خوية” وكلاهما ينبعان من طغيان ملزم للشعب بقبول القدر: “من تكلم قتلناه ومن سكت مات بغلّه”.
انت لم تفكر بحل العقدة، بل زدتها يأسا وحولت المشاكل الى إشكاليات عصية على الحل، كما يفسر مؤرخو الفلسفة، الفرق بين المشكلة والاشكالية.
بعد صدام صار وجودك على “عرش” العراق، اذلالا للشعب، ومأساة جرت عليه دمارا اعتى من العقوبات الدولية المترتبة على غزو الطاغية المقبور، دولة الكويت الشقيقة.
بل يعيش العراق عزلة بسبب سياستك الاقصائية، التي تهمش الاطراف الاخرى، تنكرا لشركائك، وغدرا بحلفائك.. من شيعة وسواهم، مثل سماحة السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر والمستقلين، وتنكيلك بالسنة، وتقلبك متذبذبا إزاء الكرد.
فشلت في الحد من الفساد المالي، الآخذ بالتنامي متسرطنا، وما زلت تمسك بالملف الامني، والتفجيرات مزدوجة وبالجملة.. شوف مقدار زهد المخربين بماسك الملف، في المكان الواحد يقع انفجاران واكثر خلال بضع دقائق، متزامنا مع انفجارات مزدوجة اخرى، في المحافظة الواحدة، برفقة هجمة نظيرة لها في الوقت والتكييف، في محافظات اخرى.
اي صبر بعد هذا يا مالكي؟ وتجرؤ على قولها؛ يا لإستخفافك بالعراقيين!
عزلة دولية ضربت على العراق بسبب سياساتك الهوجاء، وصار يستجدي من يقول لسفيره: الله بالخير…
نصيحة من عراقي مخلص لوطنه، لا يبغي من ورائه اغراضا كالتي تتواخاها انت، واظنك لن تصدق؛ لأن كلاً يرى الناس على شاكلته، لذا لن تتخيل وجود مواطن عراقي منزه عن شراهة التهافت على شهوة المال التي لا ترتوي، ولكن اقول لك: لا ترشح للانتخابات المقبلة، واستقيل قبلها، معترفا بفشلك، كي تكون بطل اللحظة الاخيرة، الذي انقذ شعبه من نفسه، حين شعر بان فيه الخصام وهو الخصم والحكم.