7 أبريل، 2024 5:46 ص
Search
Close this search box.

لا شيء يختلف

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان جالسا على كرسيه في المقهى ومسندا وجهه بيديه اللتين ارتكزتا بكوعيهما على الطاولة الممتدة امامه ثم ما لبث ان هتف
… (لا شيء يختلف ) …
اتجهت نحوه الابصار وبدت النفوس متلهفة لتسمع قولا آخر يتحدث عن امر معين وموقف لا ينسى.
حين ادرك ان الاغلب متلهف للسماع واصل الحديث كانه يترنم شعرا:-
…لا شيء يختلف …مهما حاول المرء ان يغير من نفسه ازاء الاخرين او يحاول ان يتجاوز اخطائهم مهما كانت صلتهم به او مهما كان حجم المشاعر والعواطف.
بعد لحظة صمت نفث دخان سيكارثه رغم اعتراض الاخرين على التدخين فكأن نفثه صوت احتجاج حاد ومؤثر للأمر الذي يريد الحديث عنه لذا لم يجد المعترضين بدا من الصمت وبهذا شعر بأنهم منحوه الاذن لمواصلة الحديث فقال:-
من المؤسف ان الاختبار يأتي متأخرا بعد ان تكون قد غمرت في الغفلة او اللاوعي من قمة الرأس وحتى أخمص القدم .
وهتف كمن يسأل نفسه …
متى تصحو…؟
اي شيء سيختلف حين تنظر بعين البصيرة لا البصر…؟
اي شيء سيختلف حين تعود الى عالم الوعي المضيع فتبصر بوضوح صورة الضياع الذي انت فيه …؟
وبنبرة المستسلم رد على تساؤلاته …
ماذا يمكن ان تفعل وانت محاط بثعابين الخداع وعقارب الختل وحرباوات النميمة …هل تستطيع ان تغير خطتك وترتفع عن واقعك المرير …لقد ندمت ولات حين مندم .اي خطوة منك ستعرضك للهلاك.
ماذا تملك من كنوز…؟
انت فقير يرثي لحالك …انت بلا ثمن
يا ايها الذي اضعت الحياة لعبا وفراغ
يامن تطاردك الاماني وهي السراب
وتستفزك الرؤى وهي الاماني العذاب
ولا تستفزك الارادة
انت بلا حياة
كنوزك الثمينة
دفينة التراب
هل تملك معول…؟
هل تملك الارادة…؟
القول …لا…
الجواب …لا…
انت فقير اذن
انت بلا امل
ما معنى الوجود
حين تختزله
فترات الخمول
واسترجاع الحوادث الماضية
ومعاتبة الايام
على ما فعلت
يا للأيام المتهمة البريئة…………………………
…….ما فعلت الايام لكنك انت الذي فعلت……
غفلتك التي اضاعت منك المنى
ومضى على امانيك قطار العمر
بل سحقتك عجلات الزمن
انت المعافى المبتلى
بلاؤك الدوي
انك بلا ارادة
داؤك الزمنى
انك بلا ارادة
وان كان صوتك العالي كأنه قصف الرعود
لكن ارادتك السراب تحكي خيبتك المبينة
تحكي خيبتك العظيمة.
يا لك من بائس يائس
لا تشكو الاخرين وظلمهم
ما ظلموك …لكنك انت من ظلمت نفسك …انت من زرعت الارض شوكا فما اينعت ولا اثمرت الا الشوك …بذرتك الاولى كانت علقما وسما زعاف …خطوتك الاولى التي واصلت خطواتها التالية كانت في طريق اللاعودة واللاحياة.
هل تراك سألت نفسك ذات يوم لماذا يمسك البصير عصا تستهديه الطريق ,هو حي وهي جماد لكنه يستعين بها لمعرفة معالم الطريق وهي تهديه السبيل.
البصير يستهدي العصا.
وانت تملك عينين ناظرتين لكنك لا تملك رؤية واضحة .لأنك تطارد الخيال وتبني فيه قصور الاماني وتعيش فيه احلام اليقظة.
كل حديثك تختزله (السين)
-(سوف افعل)(سأفعل)
والسوف هذه والسين هذه لا تحققان الا الضياع .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب