23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

بعثت رسالة لبعض الأصدقاء الناشطين في المجال الأعلامي, اشرت فيها الى ان الذي في يدنا ثلاث ظواهر, انها الوحيدة ولا شيء غيرها. اجابني البعض بود صداقي وعذري للآخرين.
1 ـــ الحراك الجماهيري.
2 ـــ الحشد الشعبي.
3 ـــ جبهة الأصلاح.
ولا شيء على شجرة العملية السياسية سوى ما انتظرنا وما خسرنا وما صدقنا وكذبوا علينا.
1 ـــ الحراك الشعبي: لكل نكبة ردود افعال شعبية رافضة, حتى الصمت احيانا يعبر عن حراك غاضب, تظاهرات الأحتجاج على فساد مؤسسات الدولة تعبر في واقعها عن معاناة مجتمعية ومأزق وطني وهاوية تتسع لأبتلاع فقراء العراق, تلك الحقيقة لا يمكن ان يلغيها تطفل البعض من الأنتهازيين والنفعيين او بهلوانيات تتصدر موجتها وافتعال قيادتها ثم الأنفراد بها بعد اغتيال مطاليبها المشروعة وتدمير معنوياتها وتمزيق وحدتها كما حصل لها مع مقتدى وتياره, فقط يمكن ان يكون للمثقف الوطني حضوراً اعلامي بين صفوفها بعد تحريرها من الأختراقات الضارة وهذا ما ندعو اليه.  2 ـــ الحشد الشعبي:
شريحة تمتد جذورها الطبقية في عمق فقراء الأمة, جميعهم تقريباً من الجنوب العراقي ووسطه, يستمدون ثقافتهم ووعيهم من بؤس محيطهم, مهما كانت مظاهر التخلف التي فرضت عليهم فهم مجتمع حداثي طموح يرغب في التغيير وثورة التحولات الوطنية والبناء, بيئة بكر لنمو الحقائق واستثمارها نهضة عراقية, فهناك من يزرع فيها اشواك الخرافات, يحبون الحياة والحرية والفرح المباشر ولا سكينة لهم في كهوف الشرائع الراكدة ومحنط النصوص وتمدد المقدسات غير الموثوقة, قد يخونهم الزمن ويفرض عليهم من يشعوذهم كما هو حاصل الآن او تقفز على موجتهم الوطنية شياطين التبعية فتلك حالة لا مستقبل لها في وعي المجتمع الجنوبي.في الجنوب والوسط مجتمع معرفي منفتح على الآخر منتج لا يمكن لحراكه الوطني التعايش مع بداوة وجاهلية التخلف والأنحطاط, حتى مسحة الأيمان والتدين التي تظهر عليه احيانا لا تخلو من رغبة الأحتماء برب العالمين من اسلامه وشرائعه و (الله اكبر) معظم ايمانهم لا يتجاوز حدود نبل العواطف في حب أئمتهم لما فيهم من الشجاعة والحكمة والعدل والأيثار ونصرة  الفقراء الى جانب مظلوميتهم شهداء, لهذا هم بيئة مثالية للتحرر  والنهوض الوطني.
3 ـــ جبهة الأصلاح:
ظاهرة عراقية فيها ما يكفي من المؤشرات الوطنية ورغم قصر تجربتنا معها لكن ايام حراكها اثبتت لنا شجاعة ووضوح مواقفها ازاء بؤس الحالة والمأزق العراقي بشكل عام, بشفافية ومصداقية عالية اعلنت موقفها الرافض لنظام التحاصص لتوأمي الفساد والأرهاب وقطعت اشواطاً مقنعة في الكثير من المعالجات وكسبت خبرة وتجربة في حماية صفوفها وتماسكها حول بعضها داخل اطارها التنظيمي (جبهة الأصلاح), ضاق صدرهم من داخل بيئة الفساد والأرهاب والتسويف الوقح للسلطة التشريعية والعملية السياسية بشكل عام فأعلنوا تحررهم بوضوح مع الأستعداد لتحمل تبعات رفضهم لنكبة وطنهم, انها حالة اصطفاف شجاعة للوقوف الى جانب شعبهم في محنته ومعاناته وموته اليومي, المثقف الوطني لا يمكن له ان يحاصر نفسه على قمة الترقب السلبي او اللاأُبالية ازاء التحولات المصيرية الراهنة, عليه ان يعيد تقييم مواقفه على اساس التضامن مع جبهة الأصلاح.في يدنا حراك جماهيري وحشد شعبي وجبهة اصلاح ولا شيء على شجرة العملية السياسية غير الوهم والأحتيال ومكيدة يرتكبها ثنائي الفساد والأرهاب, من يقنعنا مثلاً ان اعلان الهدنة مع الفساد من اجل المعركة لم يكن لعبة تضليل واستغفال الخاسر فيها العراق والرابح اطراف صراعات المصالح والمنافع الدولية والأقليمية وسماسرة الدلالين, او يقنعنا ان الديمقراطية يمكن لها ان تولد من رحم التطرف الطائفي العرقي في دولة كاذبة وان طوفان الفساد والأرهاب لنظام التحاصص سيكون قاعدتها الأجتماعية وان ثلاثة عشر عاماً من العوز والأذلال والتجهيل والدماء وقوافل الشهداء وملايين الأرامل والأيتام والمعوقين والمشردين والنازحين لا تكفي ان تكون دليلاً على ان حيتان مشروع التقسيم تبتلع العراق.ما الذي سينفعنا في لاشيء العملية السياسية, في الترهل السياسي والفكري والأجتماعي للرئيس فؤاد معصوم وكل مؤهلاته انه حصة كردية, والرئيس الأرهابي الصلف سليم الجبوري ومجمل مؤهلاته انه حصة حزبه الأخوانچي (السني) مغموساً بالمادة (4) ارهاب, ومن رجل الغموض الصفقوي حيدر العبادي وكل مؤهلاته عشر مقاعد في كتلة هجين التحالف الوطني (الشيعي), هل من الحكمة والعقل المراهنة على هذا المثلث الكسيح في بناء دولة وحماية وطن, ثم اين يختفي (طنطل) البعث لنضع على شماعته فساد وارهاب دولتنا وهو المبادر والفاعل من داخل خضرائها وحواضن محافظاتها الغربية وفنادق وبيوتات اربيل والمؤثر الميداني في شرايين احزاب ومليشيات شيعية لا نعرف كيف سيكون المصير العراقي معها.مخطيء من يعتقد ان الثقافة الوطنية قد طوت خيام مبادئها ورحلت او جف تاريخها وانكفأت ولم تعد رئتها تتنفس تقاليد تراثها الوطني, ما يحدث الآن رماد انتكاسة سيمر مع مرور العاصفة, المثقف الوطني روح الحقيقة العراقية وجذر رسوخها, من نقطة المحبة والأعجاب والتفاعل الأخوي وشرف الرفقة وعلى قدر من استحقاق الأنتماء اكتب لهم رسائل استغاثتي.