18 ديسمبر، 2024 8:22 م

لا شعب بعد النفط.. الكل خاسرون

لا شعب بعد النفط.. الكل خاسرون

تشهد مرحلة ما بعد إنهيار الإنتخابات المبكرة التي جرت يوم الأحد 10 تشرين الاول 2021 توجساً يوجب على الأطراف كافة التحلي بالحكمة والتأمل بمسؤولية وإلتزام مصلحة العراق قبل المنفعة الشخصية وإيثار الولاء الوطني على الإنتماء الفئوي.

حرب هوجاء.. شيعية – شيعية، الخاسر فيها العراقيون كلهم.. الكل خاسرون وليس الشيعة فقط، إن لم يأتِ أصحاب القرار الى منطق العقل متحلين بالحكمة في تأجيل المصالح… وتحييد نزغ الشيطان.

ومن يتوهم في نفسه قوة، سيضعف عند نشوب حرب أهلية.. لا تبقي حجراً على حجرٍ، تدور رحاها داهية الشعب…

القوي والعاقل، من يوقف الإنهيار عن التداعي الى حلول جهنمية لا منتصر فيها، إنما الكل خاسرون… دعوا قارب البلاد يبحر متناغماً مع الامواج؛ لأن “علمتنا الليالي: السفن من تصفح إقبال الريح تتمزق شرعها” فلا تمزقوا العراق “وصلة ما تلائم وصلة” آثروا سلامته كي تنجوا من سموم النفس الأمارة بالسوء.

تتحاربون للفوز بأشلاء وطن وتستمر المعركة من أجل اللاشيء؛ لأن الإرادات العالمية تهيء العراق للتلاشي، وأنتم تسرِّعون بذلك مختصرين عليها الوقت والجهد؛ فـ “الجاهل يفعل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه” وأنتم لستم جهلة فقط، إنما طامعون أيضاً “لو ألعب لو أخرب الملعب”!

دعوا الديمقراطية تسير ولو عرجاء؛ فالديكتاتورية تتربص منتهزة أية فرصة “لَا تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ” لأن أية سانحة لن يفوتها الإرهابيون لبسط سطوتهم عائدين ذئباً جريحاً… يستعبدون العراقيين مرة أخرى والى الأبد.

أيها الساسة.. وخصوصاً الشيعة، تركتم الفقراء يسكنون العراء جائعين، وشيدتم قصوراً تطاول صرح فرعون الذي لم يبنِه هامان؛ وصولاً لمسبب الاسباب.

كان العراق ينوء بصدام وولديه.. عدي وقصي، والآن ينحني.. وهناً على وهنٍ من ثقل الأوزار التي كفنتموه بها.. يشم طيب الشواء وهو جائع.. فقير في بلد ثري! وأنتم تنشؤون المولات مختلف ألوانها، أنتم وأبناؤكم.

“فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي.. فدعني أبادرها بما ملكت يدي”.

إتقوا الله حائدين عن السير على طريق صدام الذي إنتهى به الى حفرة في صحراء تكريت.. إتعظوا.. متبعين علياً.. عليه السلام، سعياً فوق طريق الحق غير مستوحشين، يؤنسكم رضا الله وثقة الشعب ونزاهة الموقف.

لست قائداً لكم ولا يشرفني ذلك، إنما أنا ناصح.. لي حق في عراق جاهدت من أجله سافحا زهرة شبابي في المعتقلات، ورضيت بالتهميش عندما عاد الوطن.. لنا.. من مخالب الطاغية؛ مثلما تخلت أم عن رضيعها لضرتها، حين قرر سليمان قطعه نصفين بينهما.

سجني وتشرد أمثالي؛ هيأ لكم عراقاً رافلاً بالثروات، أقصيتموني وأمثالي، متفردين به تلاحقون النزيه بفسادكم.. قتلاً وتسقيطاً ملفقين له التهم.. تكذبونها وتألبون خولكم على إجبار الناس في تصديقها.

آثرتم سواد وجه الدنيا عن ملاقاة الرب بوجه أبيض، غير عابئين بإدارة الدولة.. لا مشاريع ولا خطط تنمية ولا صحة أو خدمات ولا أمن أو كهرباء وماء ولا تعليم.. كلها معطلة وقد بات الشعب زائداً على الإنفاق لا تريدون سوى بيع النفط ورصد ريعه في حساباتكم الشخصية.. لا شعب بعد النفط.

فشلتم او شئتم أن تفشلوا، عن تحقيق أي منجز، واقفين في صف جيش يزيد، بمواجهة أبي عبد الله الحسين؛ ففي كل زمان طف وفي كل مكان زينب تلملم عيالاً مسبياً.. حسبي الله ونعم الوكيل.