23 ديسمبر، 2024 12:35 م

لا سقوط الموصل كغزوة احد ولا قيادتكم كقيادة النبي (صلى)

لا سقوط الموصل كغزوة احد ولا قيادتكم كقيادة النبي (صلى)

التاريخ بمثابة درس لسيرة الماضين فان كان خيرا فلنسير على هداه وان كان شرا فيجب الحذر من الولوج في مسراه وحتى القران الكريم عرض لنا مبحثا تاريخيا لسيرة الاولين من الصالحين والمنحرفين من اجل الاهتداء والعبرة والاتعاض , الا ان السياسين الله اعمي قلوبهم وابصارهم عن هذه الحقيقة وصور الشيطان لهم انهم الصالحون بل اغواهم ان يحشروا اشخاصهم بالدين ويقارنوا انفسهم مع العظماء والاولياء المتقين كما فعل صدام في حملته الايمانية ودعواه بالانتماء الى السلالة العلوية للامام علي (ع) بل بلغت به الجراة ان تكون له اسماء بعدد الاسماء الحسنى لله رب العالمين .
 صدام رغم اجرامه بقتل المواطنين وانتهاك كل الحرمات التي فاقت حد التصور ولكن لم تكن هذه الافعال الشنيعة من اوصلته الى النهاية المذلة ووضعته في مزبلة التاريخ لان الذين كانوا قبله ومن اتوا بعده فعلوا فعله بل زادوا على ذلك ولكن صدام سبب هلاكه هو تحديه للدين ولرب العالمين واساءته للاولياء الصالحين واخرها جريمته الكبرى بكتابة القران الكريم بدمه النجس …الظاهر الحكام والساسة لا يتعظون فبالامس سمعنا من يريد مقارنة معركة احد بسقوط الموصل , مقارنة ارض النمرود بارض المدينة المنورة , مقارنة قيادة النبي (صلى) بقيادة شخص سياسي , مقارنة معركة حقيقية من اجل بيضة الاسلام بعملية خيانة لتسليم مدينة الى العدو دون قتال… وعلى هذا الاساس نحن نتساءل من يدعون صحة هذا القياس بين غزوة احد وتسليم الموصل لداعش ونقول لهم  :
–          هل خططكم العسكرية كخطط النبي ومسدودن من الملائكة كما هو مسدد ومعصومون كعصمته ؟
–          هل فقدتم قائدا في سقوط الموصل كما فقد النبي عمه الحمزة (ع)؟ وهل جرح قائد معركتكم  في الموصل كما جرح النبي وانكسر قوسه وانقطع وتره كُسر أنفه ورباعيته السفلى في معركة احد ؟ 
–          في معركة احد حتى النساء المسلمات قاتلت المشركين من امثال ام عماره , ولكن في  سقوط الموصل نساءكم خانن تراب الوطن وتعاونن مع داعش وروجن له من امثال هدى زكي عضو مجلس المحافظة , فكيف تصح المقارنة ؟ حيث في الموصل خيانة وفي احد معركة استبسال وشهادة .
–          معركة احد قيمها رب العالمين وانزل قرانا فيها {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَزَعْتُمْ فِى الاْمْرِ وَعَصَيْتُمْ مّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الاْخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 152) وقال تعالى تعزية لأصحاب رسول الله على ما أصابهم من الجراح والقتل بأُحد: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ لله} (آل عمران: 139…سقوط الموصل من قيمها وحقق فيها ؟ الم يكن مجموعة من النواب التابعين الى كتل سياسية تتصارع على المناصب والمكاسب , احدهما يريد تسقيط الاخر ؟ فمن هو المتهم الحقيقي لا نعرف ؟ ومن يدينه او يبرءه لا نعرف ؟
اخيرا ايها الساسة ابعدوا انفسهم عن الدين ورسول رب العالمين واهل بيته الميامين فالامثال لا تضرب بهم ولا تقاس اعمالكم باعمالهم ومن يتجرا عليهم ويقيس نفسه بمقياسهم سيلقى عارا وخزيا في الدنيا وعذاب جهنم في الاخرة الى ابد الابدين .