23 ديسمبر، 2024 5:48 م

لا زالت الجمعة واجبة

لا زالت الجمعة واجبة

نعم!إنها صلاة الجمعة ,تلك العبادة المقدسة التي كانت معطلة ومهملة ,بالرغم من مشروعيتها ووجوبها ولكن الله أحياها على يد عبده المخلص المؤمن السيد الشهيد محمد الصدر الثاني (قدس) أصبحت صلاة الجمعة معناها السيد الشهيد الصدر الثاني،والشهيد الصدر الثاني(قدس)معناه صلاة الجمعة…انه من الشرف أن يقترن اسم الفرد منا بعبادة مقدسة,او موقف عظيم…ومن العار أن يقترن الاسم بالفساد والظلم والطغيان,كفرعون ويزيد وهدام…ومن الشرف أن يقترن اسم الشخص بالصدر(قدس),فيشير الآخرون إليه انه صدري ,فهل يعقل أن يكون الصدري من المقصرين في صلاة الجمعة,ويتكبر عليها بذرائع لا تمت إلى صلاة الجمعة بصلة لا من قريب ولا من بعيد؟  الا الوهم والخيال .

وبغض النظر عن حكم الجمعة,أليس المفروض أن نلتزم بوصية ولينا الطاهر المقدس ))استمروا على صلاة الجمعة ,حتى لو مات السيد محمد الصدر)) أليست هذه وصية؟ورب سائل يسأل:لماذا هذه الوصية؟ولا نحتاج إلى جواب .بل هي تنبيه للغافلين,وتذكير للناسين ,وهداية للمهتدين,وموعظة للمتعظين.بل هي الحصن الحصين .

لم يتركنا الشهيد الصدر حتى بعد استشهاده ,لم يهملنا ويدعنا لما تشتهي أنفسنا وأهواءنا ,والله!كان ولازال بحق شهيداً شاهداً,وحياً ناطقاً…. ومع ذلك لا حاجة أن نتنزل عن الحكم الشرعي لصلاة الجمعة ,الذي هو الوجوب ألتعييني.وهي فتوى وليست أمراً بالولاية .نعم الشهيد الصدر (قدس)؟أمر بها بالولاية,بالرغم من انه يفتي بنفس الوقت بوجوبها التعييني ..فان قلت:إن الولاية تنتفي بموت الولي قلنا:

 أولاً:إنها مسالة خلافية وليست اجماعية.

ثانياً:إن الشهيد الصدر (قدس) في كتاب منهج الصالحين كتاب القضاء يشير إلى إن الحكم بالولاية قابل للبقاء بعد وفاة الولي إذا اقره الولي الحي الجديد.والإقرار يتحقق تارة بالتصريح والبيان, وأخرى بالسكوت.

ثالثاً:أنها لازالت واجبة بالفتوى ,لان الفتوى تبقى بناءاً على فتوى المشهور بجواز ومشروعية التقليد البقائي بل بوجوبه احتياطاً,؟؟؟!!!! إذا كان المجتهد الميت اعلم من الحي.وهذا ما يفتي به الفقهاء الأحياء (حفظهم الله).

إن فتوى الوجوب التعييني لصلاة الجمعة مشروطة باجتماع خمسة بقصد إقامتها جماعة,فهذا الشرط لوحده كافٍ في الوجوب التعييني لصلاة الجمعة ,كما هو مصرح به في الرسالة العملية ((منهج الصالحين الجزء الأول/كتاب الصلاة/ المقصد السابع/المبحث الأول صلاة الجمعة))وفيها  يشترط السيد الشهيد الصدر (قد) في العدد المعتبر (الخمسة) أن يكونوا جميعهم جامعين لتسعة شرائط وهي:

(( التكليف بان يكون بالغا عاقلاً, الذكورة,الحرية,الإتمام(الذي لا يقصر الصلاة (المسافر),البصر,القدرة على المشي(ليس أعرج),القدرة على الحضور(ليس مريض عاجز),القدرة على الحضور من ناحية أن لا يكون شيخا كبيرا عاجزا,أن تكون المسافة بين الفرد واقرب صلاة الجمعة المقامة فرسخين او اقل وهي تساوي 10,944 كيلو متر)).ولم يُشترط فيهم الإسلام ولا الإيمان ,ولا العدالة التي هي من ذرائع المتذرعين .صحيح إن هناك شرائط للجماعة ,ولكن ليس لها دخل في وجوب الجمعة التعييني؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

أضف إلى ذلك أن في صلاة الجمعة ثلاث وجُوبات:

1-              وجوب الحضور مع الإمكان

2-              وجوب الاستماع لمضمون الخطبتين

3-              وجوب أداء صلاة ركعتي الجمعة جماعة

ولابد للفرد أن يلتفت إلى أمور مهمة ,تحصل مع وجوب صلاة الجمعة التعييني,(قد ذكرها الشهيد الصدر(قد) في منهج الصالحين وبعض الاستفتاءات الخطية )….

    ويمكن ذكر المهم منها:

أولا:بطلان أي عبادة خلال إقامة الجمعة ,أي خلال وقتها (من الزوال إلى حين يصير ظل الشيء مثله) أياً كانت العبادة كالوضوء والغُسل والصلاة مستحبة كانت أم واجبة أداءاً  وقضاءاً ..والسر في ذلك هو أن هذه العبادات منهي عنها ,والنهي عن العبادة يستلزم بطلانها,والدليل على النهي هو القاعدة الأصولية:

((إن الأمر بالشيء يستلزم النهي عن ضده),وحيث إن صلاة الجمعة أمر الشارع المقدس بها (الوجوب التعييني) فنفس هذا الأمر يستلزم النهي عن ضد صلاة الجمعة(يعني غيرها من العبادات)وإذا  أراد عاصي الجمعة أن يصلي الظهرين فلابد أن يصليهما بعد انتهاء وقت الجمعة ؟؟؟؟!!!!.

ثانياً:حرمة السفر عند زوال الجمعة ,لمن تجب عليه تعييناً,وتستمر حرمة السفر إلى نهاية وقت الجمعة ,أي حين يصير ظل الشيء مثله وهو تقريبا يتراوح بين ساعة وساعة ونصف بحسب قصر النهار وطوله شتاءاً وصيفاً .

ثالثاً:إن تعمد الفرد في عدم الحضور  مع وجوبها التعييني عليه يوجب خروج هذا الفرد عن العدالة(أي يصبح فاسقاُ) لان ترك الواجب معصية يستحق الفرد عليها العقاب ,ولا تقبل شهادته ويجب عليه المبادرة للتوبة فوراً التي تقتضي حضور الجمعة طاعةً لله,ونصرةً للدين والمذهب,والتزاماً بفتوى ووصية الشهيد الصدر (قد).

رابعاً:وجوب أمر تارك الجمعة  بالمعروف مع وجوبها التعييني عليه عند اجتماع شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كاحتمال التأثير ,فالمكلف الذي يعلم بعصيان شخص ما لصلاة الجمعة يجب عليه أن يأمر تارك الجمعة بالحكمة والموعظة الحسنة مراعياً الشرائط في ذلك.

والكلمة الأخيرة : نقولها لإخوتنا  الأعزاء ..

لماذا هذا الإهمال والتسامح بحق هذه العبادة المقدسة الواجبة ,التي قدم الشهيد الصدر(قد) من اجلها دمه الطاهر الشريف؟

وهل يرضى الله بهذا التسامح وترك العبادة الواجبة ؟

لماذا نجعل الشيطان هو المنتصر دائماُ؟ولماذا نلبي ندائه؟

إن النفس الأمارة بالسوء دائما تنهى الإنسان عن حضور الجمعة ,وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل وبرهان بل هو ثابت بالحس والوجدان ولا يخسر الإنسان حينما يمتثل للوجوب ,بل الخاسر هو العاصي كما جاء في قوله تعالى ((والعصر(*)إن الإنسان لفي خسر(*))).