قبل مغادرته كردستان، روّج الأعلام التابع لمسعود برزاني ، بان رئيس الاقليم سيذهب الى واشنطن ويعود منها بالموافقة الامريكية على اقامة الدولة الكردية المستقلة الموعودة.الا ان الرياح جرت بما لا يشتهي ويريد رئيس الاقليم ، بل سمع من مضيفيه في البيت الابيض كل ما يثبط همته ويحبط امالة ،فالامريكيون ابلغوه في اجتماعاتهم المغلقة معه ،بعدم موافقتهم على اعلان استقلال كردستان عن العراق في زمن منظور في الاقل،وحذروه من ان يذهب به خياله وراء سراب الاستقلال .واقنعوه ،اكراها، بالكف عن احلامه غير الواقعية . فلم يكن امامه الا ابتلاع الاهانة وتجرع كؤوس الاذلال المتتالية.
وكان بامكان الامركيين ان لا يعلنوا موقفهم الرافض لاستقلال كردستان عن العراق اثناء تواجده في بلادهم ، من باب اكرام الضيف. الا انهم ،بما عرف عنهم من صلف واستهانة بالاصدقاء ،الا ان يؤكدوا في مؤتمرصحفي حضره رئيس الاقليم الى جانب اوباما على 🙁 استقلال العراق الديمقراطي الفيدرالي ووحدة اراضيه).ولعل اكبر اذلال تعرض له البارزني هو منعه من ذكر رئيس الوزراء العراقي الحالي بسوء ،كما كان يفعل حين كان المالكي رئيسا للوزراء.وبذلك حرموه من احدى متعه التي كان يتباهى بها على خصمه المالكي عندما كان يهاجمه امام الرئيس اوباما وتحت سمعه ونظره. اما تصريحاته عن ان دولة كردستان اتية ،فقد اراد منه عدة امور منها :اظهار نفسه بانه لا يفرط بحق الكرد في الاستقلال وانه متمسك به الى ان يحين وقته .ولما كان البرزاني يخوض معركة شرسة ضد خصومه السياسيين الكرد الرافضين لولايته الثالثة ، فانه يحتاج الى اقناع الشعب الكردي بان الاستقلال سيتم حتما اذا ما تم التجديد له بولاية ثالثة . ان كل هذه المزايدات لا تعدو كونها تغطية بائسة على فشل زيارته الى واشنطن. لقد سمع البرزاني نصائح كثيرة من حلفائه الكرد واصدقائه الاتراك والايرانيين بالكف عن ترديد شعارات اقامة الدولة الكردية المستقلة،الا انه اصر على ان يبيع الوهم لمواطنيه.
وبعد ان سمع من الامريكيين ما سسمع ، فهل يكف بطل التحرير والاستقلال والقائد الضرورة عن رفع الشعارات التي لم يعد يصدقها الا من في عقله لوثة ؟