لم يكن البعث السوري احسن حالا من البعث العراقي ، فكلاهما اضاع البوصلة السياسية ، لتكون نهاية كل منها بالحرب وليس غير الحرب، وهما متشابهان باشياء اخرى ، فلقد انتميا الى المدرسة القومية المتشددة ، وامن كل منها بافكار عفلق السطحية ، غير ان تمرد البعث السوري عليه كان بفعل شخصية حافظ اسد العسكرية ، التي لم تكن تؤمن بغير قيادة العسكر ، ومتى ولي بشار الاسد كان على تنظيم حزب البعث ، ان يتمرد على التوريث الذي لم يخلف لسوريا غير ديكتاتورية حزبية يشوبها تمترس طائفي علوي يقابله تمرد شعبي خفي كان نتيجته ان سارعت سوريا لتلتحق بالربيع العربي بكل سهولة ، الذي قامت الويلايات المتحدة بتصميمه ، ولتكون جزءا من خراب الدول العربية عملا بالفوضى الخلاقة ،
ان تبني الغرب وبعض الدول العربية للمنظمات الارهابية لتعمل على تدمير سوريا ، انما كانت تقصد من وراءه محاولة ازالة البعث ، والبعث بدوره تمسك بالسلطة لا فقط حبا بها بل خشية مواجهة ذات المصير الذي واجهه بعث العراق ، والنتجية حرب طاحنة اتت على كل منجزات الشعب السوري ، ولان ايران لم تعد الا جزءا من الحرب الدائرة هناك فانها كانت عاملا في تدخل اسرائيل بكل همجيتها للامعان هي الاخرى بالتدمير لممتلكات السورية ، ولما كان الارهاب له هويات حسب مصالح الدول التي تسانده ، فانه يقف الى جانب اسرائيل لتغذية الحروب في الدول العربية ، فسوريا اليوم نتيجة لكل ذلك تدفع الثمن بسبب حماقة رئيسها ، ولتكون حائط انصييص كما يقول المثل العراقي بين مطرقة الارهاب وعدوان اسرائيل …