بعد سلسلة الأحداث الدموية التي شهدتها العديد من دول العالم سقط على إثرها المئات من القتلى و الجرحى وسط ضخامة الحلول العسكرية وما أعدته من قوة لتحقيق الغلبة لصالحها وهذا ما كان متوقع منها خاصة و أنها تتمتع بإمرة امهر القيادات الحربية المتميزة بالخبرة العالية و الإلمام العالي بإدارة الحروب لكن الواقع المأساوي الذي تعيشه معظم شعوب المعمورة ينقل لنا عكس ما تدعيه القيادات السياسية و كشف حقيقة تلك التصريحات الإعلامية والتي بدت وكأنها أشبه بالسحاب الذي يحسبه الظمآن ماءاً او لنقل بأكثر بصريح العبارة أنها بمثابة حلول ترقيعية لا أكثر وخير شاهد على ما نقول هو ما تعرضت له ولاية لآس فيغاس في الآونة الأخيرة من هجمات إرهابية طالت العديد من الأبرياء سقط على إثرها العديد من القتلى و الجرحى ، وكذلك بالأمس القريب كانت لندن و الناصرية ابرز ضحيا الأعمال الإرهابية لداعش المارق وما خلفه من سقوط الضحايا حيث لا زال الإرهاب يضرب بيد من حديد أي بقعة في الأرض دون سابق إنذار رغم الشوط الكبير الذي قطعته القيادات السياسية العالمية وكثرة التحالفات و البروتوكالات العسكرية التي عقدت بينها إلا أنها لم تجدي نفعاً ولم تأتِ بالنتائج المرجوة وهذا ما يدعونا إلى التساؤل و التفكير ملياً لماذا فشلت الحلول العسكرية و لم تستطع تحقيق النتائج الايجابية رغم ما تمتلكه من عدة و عدد ؟ ثم لماذا الإرهاب الداعشي يحصل على الدعم المطلوب و بأبسط الطرق و دون أن يستخدم القوة و الإكراه في جلب الأنصار و الأتباع ؟ فمن خلال القراءة الصحيحة لطبيعة داعش نجد أنه حركة الفكرية التي تعتمد بالأساس على التغرير و التأثير الفكري القائم على قلب الحقائق و غسل العقول و تشويه الحقائق عليها فتنخرط الناس تحت تأثير العبادة الخالصة لله تعالى و الفوز بسعادة الدارين و هذا كله تحت ذرائع مزيفة و دعاوى باطلة و حجج واهية ولابد من تكفيرهم و قتلهم و سفك دمائهم و هتك أعراضهم و سرقة ممتلكاتهم بدعوى غنائم حرب وهذا ما يفتح الباب أمام البسطاء و فاقدي العلم و المعرفة بالالتحاق بداعش مما يجعلنا أمام حقيقة لا مناص منها و يجب تقبلها حتى و إن كانت مرة وهي أن الحلول العسكرية بمثابة حلقة مفرغة لا طائل منها إذا افتقرت للحلول الفكرية و النقاشات العلمية لدحض أدلة المقابل بالعلم و الفكر الإسلامي الأصيل ونستذكر هنا ما أورده أحد الباحثين وهو يضع السبل الكفيلة للقضاء على الإرهاب قائلاً :((فلا توجد نهاية لهذا التكفير وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إّلا بالقضاء على هذا الفكر التكفيريّ ، أمّا الحلول العسكريّة والإجراءات الاستخباراتيّة والمواقف الأمنيّة و التحشيدات الطائفيّة والوطنيّة والقطريّة والقوميّة والمذهبيّة والدينيّة فهذه لا تأتي بثمرة إذا لم يُعالج الفكر التكفيريّ ومنبعه )).
https://www.youtube.com/watch?v=ObW7mDfP6qA