23 ديسمبر، 2024 9:22 م

لا حل للمعضلة السورية بدون الدب الروسي والتنين الصيني

لا حل للمعضلة السورية بدون الدب الروسي والتنين الصيني

أولت الصحافة التركية والعربية والعالمية، إهتمام غير ملحوظ لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في سياق التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بمحاورها الثلاث السوري، العراقي والفلسطيني. لذلك فإن مغزى الزياة تكمن في المحور السوري أكثر منها في المحورين العراقي والفلسطيني، ولكن يكفي هنا الإشارة أن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن.
      فرجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو صاحب نظرية «العمق الإستراتيجي» فشلا في تحليل التطورات على الساحة السورية. حاول أردوغان حل المعضلة السورية بمعزل عن روسيا والصين، مفضلاُ التعامل مع القضية من منظور تركي بحت، وبلإعتماد على نظرية العمق الإستراتيجي، وبدون الإرتكاز على النظرية الواقعية في التعامل مع الشأن السوري. ولكن خلال زيارة أردوغان وأعضاء حكومته ومعهم رجال الأعمال الأتراك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تبين بأن الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي أدعى بأنه لا يملك العصا السحري لحل القضية السورية، قد فضل العمل الدبلوماسي على العمل العسكري، وصم آذانه لنعرات طبول الحرب التي أخذت أصواتها تتعالى في أروقة البيت التركي، بعد هجمات الريحاني، متجاهلاُ بذلك المادة الخامسة من إتفاقية الناتو. مما حذا بأردوغان إعادة أوراق اللعبة السورية من الجديد، والدعوة إلى إشراك روسيا والصين الحاضنتان للقضية السورية في مباحثات جنيف، وبهذا الخصوص وبإيعاز من الجانب الأمريكي أكد أردوغان قائلاُ «من أجل إحراز تقدم ملحوظ في مباحثات جنيف، لقد توصلنا إلى قناعة بضروة إشراك الجانبين الروسي والصيني العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي في هذه المباحثات، وسنقدم على دعم هذه الفكرة في حال حصولنا على نتائج إيجابية في اقرب وقت ممكن، وبذلك نكون قد ضيعنا على نظام الأسد فرصة لكسب الوقت، ونحن لا نريد أضاعة الوقت، لأننا نعول على الحقائق في سياستنا الحالية تجاه النظام السوري، للحيلولة دون إراقة المزيد من دماء الشعب السوري، وبتالي تحقيق مطاليبه المشروعة» وأوضح «لدى عودتي من الولايات المتحدة الأمريكية، سأقوم بزيارة خاطفة إلى روسيا وبعض الدولة الاقليمية من أجل التشاور حول آلية العمل في المعضلة السورية» وبذلك تكون تركيا ومعها ألأطراف الدولية قد توصلوا إلى قناعة لا حل للمعضلة السورية بدون الدب الروسي والتنين الصيني.