منذ العام 2003 ما زالت ظاهرة الامام السيستاني حفظه الله مثار جدل لكل المهتمين للشأن السياسي والاجتماعي والثقافي.. كيف لهكذا شخصية ان تبسط سطوتها ونفوذها عن بعد وتحظى بهذا الكم الهائل من الشعبية المقدسة لدى الاتباع على الرغم من عدم وجود مروج له من قنوات الى صحف الى إذاعات وليس أخرها ظاهرة الجيوش الالكترونية التي انتشرت في الآونة الاخيرة بين جماهير الأحزاب السياسية.. ففي وقت يشيد اليمين واليسار بشخصية الامام السيستاني ويدعي الانتساب لمنهجه وخطه، وتكثر الاقاويل باسمه زوراً وبهتاناً بين حاسد وحاقد وجاهل.. هذه الجيوش التي تسارعت لبث الفوضى ولفضح بعضها والتشويش على أي طرف نزيه يدخل في أي مجال.. ولا سيما تطاول بعض العوام البسطاء على مقام الدين.. واستنقصوا من حرمته بسببهم وبسببهم عبثيتهم.. من هنا كان للامام السيستاني عبر موقعه الوحيد والعتيد الى اخراج بيان وتوضيح لمكتبه بعدم وجود أي صفحة على الفيسبوك تخص المكتب او أي طرف فيه سواء كانت شخصية ام عامة.
هذا الموقف يدل على الحكمة التي ما زالت تتميز بها المرجعية الدينية امام سقوط الانتهازين والازدواجيين الذين يرفعون لواءات متعددة ويضعون مقام الامام السيستاني بجنب مقامات سياسية او قامات تتستر بالدين وتتصدى للعمل العام وتقود دولا فرعونية تنقاد اليها الجهات الانتهازية طمعا بالمال والجاه التي توفره.
نعم هنا يجب ان يسجل هذا الموقف للتاريخ لكل مشكك بنزاهة المرجعية الدينية العراقية النجفية.