التفاؤل من مفردات الأمل المهمة ، فلم نعد نملك الا الأمل الذي ضربنا به أعلى مثل من بين كل أمم الأرض في التمسك به رغم غياب مقوّماته تماما في الأفق البعيد ، فلولا الأمل ، الأمل فقط ، لقتلنا أنفسنا ، ونحن نُحكم على يد عصبة جعلتنا نترحّم على أيام الاستعمار والعبودية وحقبة العثمانيين بفترتهم المظلمة !.
نعم ، علينا ان لا نتوقف عن التفاؤل ، ولكن ليس بأفراط ، فأذا ما أصابتنا خيبة الأمل ، لن تكون مدوّية مؤلمة كسابقاتها ، وأنا أضع في حسابي ، أن التغيير سيكون طفيفا وربما معدوما للاسباب التالية :
1. من السذاجة الأعتقاد أن الانتخابات ستكون نزيهة ، خصوصا وأنها ستدور تحت ظل حكومة ، كان من الممكن أن تكون لديها خبرة في أدارة دفّة الحكم لعشر سنوات ، وبدلا من ذلك أكتسبت خبرة عريضة في التزوير والفساد وطمس الحقائق وحرف القوانين ، فالحكومة هي التي ستفتح مراكز الأقتراع ، وقواتها هي التي ستحمي هذه المراكز ، وفي أروقتها سيتم فرز الأصوات ، وقد فقدنا الأمل في كل مؤسساتها ابتداءً من هيئة النزاهة وانتهاءً بمفوضية الأنتخابات.
2. خلو الساحة السياسية العراقية من أي قائد أو شخصية سياسية حقيقيةتتسم بالقوة والنزاهة والحزم ، فقد نجد نموذجا نادرا لذلك ، ولكنه بلا قاعدة ، كذلك خلوها من أي حزب أو كتلة من الممكن أن نضع ثقتنا بها ، بعد أن برهنت فشلها الذريع ، طيلة سنوات حكمها العجاف .
3. تجذر عصابات الحكم وهي تمتلك المال والسلاح والسبل الدبلوماسية والذمم ، ولها باع طويل في الأنقلاب على الدستور أو تدجينه بما يخدم فوزها .
4. أن أستقرار العراق هو ﺁخر ما يهم أمريكا ، اللاعب الأساسي في كل هذه الفوضى التي تحرص على ديمومتها ، بل تبحث عن فرد يرضي جميع الأطراف الأقليمية – وليس المحلية على الأطلاق ، وهذه الصفة متوفرة لدى شخص واحد واقعا ، هو السيد المالكي .
لقد جاهروا طويلا في عدائهم لمعاوية ابن ابي سفيان ، وأنتقادهم الشديد لأسلوب حكمه الظالم ، وها هم الأن ، يلجأون الى نفس اسلوبه في الحكم ، معاوية الذي قال بعد أن استتب له الحكم بعد استشهاد الأمام علي (ع) : (أنا لم أقاتلكم لتصلّوا ، ولا لتصوموا ، ولكن لأتأمّر عليكم ) .