23 ديسمبر، 2024 2:23 م

لا تهربوا الى الأمام

لا تهربوا الى الأمام

عجباّ لأغلب ساسة العراق  لا يجيدون الاّ لعبة الهروب للامام , يتخذون من ابسط المشاكل ازمات وتحل بأزمات وأزمات وعقد وخطأ بأخطاء وخطايا  , وكأن ستراتيجيتهم برامج للبقاء على الازمات , لم يستفيدوا من التحضر والديمقراطية  الاّ وسيلة للعودة للقبلية والدكتاتورية , يسلبون الانسان كل الحقوق ويفضلونهم انفسهم  واقاربهم عليه ويطبقون حقوق الانسان بالشكل المقلوب  , فيعطى الجلاد ويحرم الضحية . يعتبرون الحرية شيء مطلقاّ لفئة دون اخرى والبقية يكونون عبيد تحت ايديهم , يثورون لمصالحهم ومناصبهم ولا يثورون لثلث شعبهم تحت خط الفقر وارامل وأيتام ومعوزين  ومدن اخرى حملهم اهلها على اكتافهم وتجاوز نصفهم خط الفقر , ترفعون اصواتكم بكل طاقاتها حينما تكشف ورقة للفساد  , وتكتفون بالتنديد والبيانات المكتوبة  الجاهزة حينما تتناثر الاشلاء على الارصفة , كل مرة تقولون قضينا على الارهاب والطائفية وتدعون لها سراّ وعلانية ,  تسمون اسمائكم وخلفياتكم اسلامية وان اعمالكم لمرضات الله وطريق لأخرتكم  وتخالفون مرجعياتكم وقيمكم واخلاقكم وعقلائكم ومواطنيكم , منذ عشرة سنوات وانتم تتقاتلون وتتشاتمون وتدعون معاداتكم للطائفية والعنصرية والتمييز وتنصرون العشيرة وتزجزون الطائفة للتمسك بالكرسي , تتراجعون ولا تراجعون وترجعون بالعراق الى عهود التخلف والامية  , تقولون انكم جئتم للدفاع عن المواطن وتقدموه ضحية رغم دمائه المسلوبة بالأمس واليوم  لتحقيق ماّربكم ,  تتصارعون في كل يوم  على الصغيرة والكبيرة وتقطعون الاعناق والارزاق  وتساومون وتتنازلون  في غرفكم المظلمة عن قوت وحقوق الفقراء , يتّهم احدكم الأخر بالخيانة والمؤامرة  ويخون احدكم  رفيق دربه ويتأمر على الشعب بنهب خيراته وسفك دمائه , ترفضون التسقيط ولكنكم في مستنقع السقوط , وترفضون التدخلات الخارجية وافعالكم كأنكم جنود للأجندة الخبثة  الحاقدة وما تريد لهذا الشعب , رفعتم شعار الكرامة والابسامة وانكم طيور سلام وحمائم خير  , لكن الفقر والعوز والمحرومية  ضيعت الكرامة وسلبت الفرحة وعاش المواطن في دوامة البحث عن  الاستقرار ومعركة لقمة العيش , توعدون الناس بالتفاني لأجلهم ولكنكم تعبدون الكراسي وتصنعون من انفسكم اّلهة ولكم من يعبدكم ويصفق ويمسح على اكتافكم , وتزيلون قيم  المجتمع والعشائر بمحاولة شراء ذممها وقيمها واعرافها وتسلحوها خلاف للقانون .
لقد كشفت اوراقكم وغسل المواطن يديه من أغلبكم الى الذراع وسيعاقبكم في الانتخابات , وسيقاطع من ابتدع اساليب  التحشيد الطائفي  والعشائري وتنازل عن المباديء لأجل الحضوة بالمنصب  ليكون سبب له لجمع الاموال والجاه ويرضي الحاشية  , لقد نفختم  في تفعيل الطائفية النائمة وايقضتوا اخطبوطها وجعلتم من المحسوبية تسير على الرقاب وتطرد الكفاءات والطاقات وتوقف المشاريع  لتقاطعها مع المصالح الشخصية  , فلا تهربوا الى امام فإن حق المواطن يلاحقكم وسبقكم بالتفكير ولن تستطيعوا هذه المرة خداعه ..