عجباّ لأغلب ساسة العراق لا يجيدون الاّ لعبة الهروب للامام , يتخذون من ابسط المشاكل ازمات وتحل بأزمات وأزمات وعقد وخطأ بأخطاء وخطايا , وكأن ستراتيجيتهم برامج للبقاء على الازمات , لم يستفيدوا من التحضر والديمقراطية الاّ وسيلة للعودة للقبلية والدكتاتورية , يسلبون الانسان كل الحقوق ويفضلونهم انفسهم واقاربهم عليه ويطبقون حقوق الانسان بالشكل المقلوب , فيعطى الجلاد ويحرم الضحية . يعتبرون الحرية شيء مطلقاّ لفئة دون اخرى والبقية يكونون عبيد تحت ايديهم , يثورون لمصالحهم ومناصبهم ولا يثورون لثلث شعبهم تحت خط الفقر وارامل وأيتام ومعوزين ومدن اخرى حملهم اهلها على اكتافهم وتجاوز نصفهم خط الفقر , ترفعون اصواتكم بكل طاقاتها حينما تكشف ورقة للفساد , وتكتفون بالتنديد والبيانات المكتوبة الجاهزة حينما تتناثر الاشلاء على الارصفة , كل مرة تقولون قضينا على الارهاب والطائفية وتدعون لها سراّ وعلانية , تسمون اسمائكم وخلفياتكم اسلامية وان اعمالكم لمرضات الله وطريق لأخرتكم وتخالفون مرجعياتكم وقيمكم واخلاقكم وعقلائكم ومواطنيكم , منذ عشرة سنوات وانتم تتقاتلون وتتشاتمون وتدعون معاداتكم للطائفية والعنصرية والتمييز وتنصرون العشيرة وتزجزون الطائفة للتمسك بالكرسي , تتراجعون ولا تراجعون وترجعون بالعراق الى عهود التخلف والامية , تقولون انكم جئتم للدفاع عن المواطن وتقدموه ضحية رغم دمائه المسلوبة بالأمس واليوم لتحقيق ماّربكم , تتصارعون في كل يوم على الصغيرة والكبيرة وتقطعون الاعناق والارزاق وتساومون وتتنازلون في غرفكم المظلمة عن قوت وحقوق الفقراء , يتّهم احدكم الأخر بالخيانة والمؤامرة ويخون احدكم رفيق دربه ويتأمر على الشعب بنهب خيراته وسفك دمائه , ترفضون التسقيط ولكنكم في مستنقع السقوط , وترفضون التدخلات الخارجية وافعالكم كأنكم جنود للأجندة الخبثة الحاقدة وما تريد لهذا الشعب , رفعتم شعار الكرامة والابسامة وانكم طيور سلام وحمائم خير , لكن الفقر والعوز والمحرومية ضيعت الكرامة وسلبت الفرحة وعاش المواطن في دوامة البحث عن الاستقرار ومعركة لقمة العيش , توعدون الناس بالتفاني لأجلهم ولكنكم تعبدون الكراسي وتصنعون من انفسكم اّلهة ولكم من يعبدكم ويصفق ويمسح على اكتافكم , وتزيلون قيم المجتمع والعشائر بمحاولة شراء ذممها وقيمها واعرافها وتسلحوها خلاف للقانون .
لقد كشفت اوراقكم وغسل المواطن يديه من أغلبكم الى الذراع وسيعاقبكم في الانتخابات , وسيقاطع من ابتدع اساليب التحشيد الطائفي والعشائري وتنازل عن المباديء لأجل الحضوة بالمنصب ليكون سبب له لجمع الاموال والجاه ويرضي الحاشية , لقد نفختم في تفعيل الطائفية النائمة وايقضتوا اخطبوطها وجعلتم من المحسوبية تسير على الرقاب وتطرد الكفاءات والطاقات وتوقف المشاريع لتقاطعها مع المصالح الشخصية , فلا تهربوا الى امام فإن حق المواطن يلاحقكم وسبقكم بالتفكير ولن تستطيعوا هذه المرة خداعه ..