هناك عدة تعريفات للابداع، حصلت عليها من خلال مطالعتي للشبكة العنكبوتية للانترنيت منها “الإبداع هو الإتيان، بجديد أو إعادة تقديم القديم، بصورة جديدة أو غريبة” و “التعامل مع الأشياء المألوفة، بطريقة غير مألوفة” و”القدرة على تكوين وإنشاء شيء جديد، أو دمج الآراء القديمة أو الجديدة في صورة جديدة، أو استعمال الخيال لتطوير وتكييف الآراء حتى تشبع الحاجيات بطريقة جديدة أو عمل شيء جديد ملموس أو غير ملموس بطريقة أو أخرى”
المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي، في التفكير إلى مخالفة كلية هذا ما وجدته، في موقع “وكيبيديا العالمي ” فالانسان المبدع، هو القادر على التعامل مع الاشياء المألوفة، وتحويلها الى شيء غير مألوف، هو عنصر فعال في مجتمعه، ويكوت عادةً تحت الاضواء، لانه يستطيع الاتيان بالجديد، كما ذكرنا سابقا، فالمجتمع ينظر للمبدع، وينتظر منه الجديد، او تحويل القديم الى جديد، ولهذا نجد بعض المجتمعات قد تطورت بسرعة، وذلك بفضل مبدعيها، التي احاطتهم بالاهتمام، وسهلت لهم الطرق، حتى تحفزهم على تقديم المزيد.
هل تستطيع انكار فضل المبدعين؟، اذا قلت نعم يا عزيزي، فعليم ترك جهازك الذكي، وحذف حسابك على التلجرام، وايقاف حسابك في الفيسبوك، وعليك ان لا تغرد مجدداً، وعليك حذف اليوتيوب، والانستغرام، والسناب شات، وغيرها من التطبيقات، التي هي من نتاجات المبدعين ، الذين جعلوا من الاشياء الصعبة سهلة، وجعلوا السهل سهل جداً.
في العراق العظيم، في بلاد الرافدين، في بلاد العلم والعلماء، في موطن الحرف والكلمات، يُحارب المبدع، ولهذا تجد العراق يتراجع فنياً وثقافياً، هنا في بلادي يجلس المبدع في منزله، ويمارس هوايته مع نفسه، فالمُحَبطون خارج سور بيته الامن، كثيرون جداً.
اما اذا كان المُحَبطين داخل منزله، فهي الكارثة الاكبر، واكثر ما يؤلم المبدع، وصاحب الموهبة، هو عزله، وجلب الشخص الغير مناسب، وعديم الموهبة والابداع، ووضعه مكانه، مع صيحات التمجيد والتحفيز، حتى يصنعون منه فرعون وطاغية، ويصدق انه الشخص المناسب.
يجلس العازف، ليسمع (نشازات) العازف الغير موهوب، والطاغية الذي لا يريد ان يتعلم، ولا يسمع النصيحة، تلك اهانة له، ويصفق المسرحي، للطاغية، الذي اهدم اركان المسرح، بفنه الهابط والنص السخيف، هل تعرف ان يتألم ، وغيرها من الامثلة التي تدمر الموهبة وتجعل من الموهوب انسان خامل لا يريد فعل شيء.
هل السياسة للمبدعين؟، انا اقول نعم، فالمبدعين في السياسة نوعان، الاول يكون ذا مروءة واعتدال، يسعى بالاتيان بالافكار الجديدة، من اجل تقديم الافضل لشعبه, ويحاول ان يغير القديم الى شيء اكثر حداثة، وتقديم المبادرات الجديدة والنوعية ، اقتصادياً وثقافيا، وحتى على مستوى العلاقات مع بقية الدول، اما النوع الثاني فهو مبدع بفن الاشاعة المغرضة، والعازف المبدع على وتر الطائفية المقيتة، والفنان في السب والشتم والتشهير، والرسام المحترف للسياسات التي تدمر الاقتصاد والثقافة والمجتمع.
ورغم كل شيء يبقى العراق بلد المبدعين والموهوبين ،الذين نهضوا من رحم المعاناة، الذين لم يحالفهم الحظ، في ظل هذه الظروف القاسية، التي لم تثنيهم عن تقديم الافضل والمحافظة على ابداعهم، اذ نتطلع في الايام القادمة، الى دولة تعطي حق هذه المواهب، ورعايتهم، كي يعود العراق، الى مكانته المرموقة، ونزيح قانون الغاب، الذي يحكمنا الان، فلا نريد قانون( المبدع والموهوب، يحارب او يقتل).