22 نوفمبر، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

لا تقدسوا (الجلبي) فتضيع الحقيقة ويلعننا التاريخ

لا تقدسوا (الجلبي) فتضيع الحقيقة ويلعننا التاريخ

لقد سخرت الأقدار منا وباتت الحياة قاسية وتهاوت الإنسانية نحو الضلالة وبات المدعون كلٌ يطلب ويبكي ليلاه، فالله سبحانه وتعالى له مريدون طالبين أن ينعموا بعدله وإيمانه مستبشرون بأنبيائه وأوصيائه متمسكين بتعاليم الدين الحنيف طامعين بنعمته وجنته، والسلطان له مريدون يبيعون الغالي والنفيس في سبيل الوصول إليه متسلقون يكافحون يبذلون الغالي والنفيس لا وبل يبيعون حتى أعراضهم في سبيل غاياتهم ومآربهم يطلبون زهو الحياة وزينتها، وهنالك عدة مآرب لها مريدون في الحياة، والحياة لا تخلو من رجل الشر ورجل الخير، والكل يعمل بدعوى الخير والإصلاح وحب الإنسانية والعدل والمساواة وقبول الآخر والعيش بسلام مع كل الطوائف والأديان.
ولكن الذي حصل للتاريخ أدونه وللأجيال ارويه وأقول –لعمري- لم اسمع أو اقرأ أو ألمس أن للشيطان في عصرنا الحاضر مريدون فحتى عبدت الشيطان يورون ويدفعون الأذى عنهم ولا يفصحون، إلى هذه الشريحة الجديدة الطارئة على الحياة والمشهد السياسي يذللون أنفسهم وينذروها ويلقون بها في أحضانه بلا مقابل بل ويزيدون على ذلك كرماً من أموالهم وأعراضهم ويبرؤون من دينهم في سبيل رضا الشيطان عنهم.
لقد أصابتني الدهشة والحيرة وتواشج في تفكيري الحابل والنابل، ولم أصحو إلا بعد برهة عندما قرأت سيرة هذا (الجلبي) المكنى (احمد) ذلكم المعارض الصغير الذي عارض السياسات المقبلة والتي نبئه عنها سيده الشيطان ودعاه إلى مغادرة بلده وهو غر في عمر لم يناهز الثلاث عشر سنه في عام 1958م ترك العراق وهاجر نحو الرذيلة تاركاً ارض آبائه وأجداده أرض الرسل والأنبياء ارض التقوى والشهداء، معلناً عن نفسه وصياً على أبناء هذا البلد العريق.
لا اعلم أي فكر يحمل في رأسه وأي نوايا في خلده، ثلاثة عشر عام يرتع في بلدان كبيرة على مثله انكلترا وأمريكا والأردن، لقد عانق الكفر والإلحاد وأمتزج خلقه بالدعارة والسرقة والفساد، وهو ارض خصبة لتلقي هذه العلوم والاستسقاء من السحت الحرام ؛ لقد أصبح عديم المروءة والإنسانية ولا يقلُ شأناً عن (أبو رغال) دليل أبرهة الحبشي إلى هدم مكة ؛ لقد جلب العار والذل إلى بلده ضناً منه سيدنس هذه الأرض الطيبة والمقدسة التي احتضنت بين دفتيها رفات الأنبياء والأوصياء.
لقد حالفه العار أين ما ذهب ؛ فبنك الأردن سرقه وبريطانيا تخلت عنه وأمريكا تقول: انه عراب الكذابين الذي قتل أبناء جلدته بتزويد البنتاكون معلومات كاذبة في سبيل الوصول إلى مبتغاه الذي يشمل أمجاد (آل الجلبي) الذي كانوا يتحكمون بمصير الناس والاستيلاء على مقدراتهم وجعلهم عبيد بين أيديهم – يقصدون العراقيين-  تلك المعلومات التي أطالت الحصار على العراقيين، وأخذت منهم مأخذ كبير، بل ساعدت على هلاكهم، ومدت الظلم للطاغية المقبور صدام حسين مما جعل العراق مقبرة وسجن كبير لهم، كما حطت من شأن العراقيين في دول الخارج لما اضطره العراقي من العمل في شتى الأعمال في سبيل أن يوصل لقمة العيش إلى أولاده.
كان الجوع والفقر يهدد حياة الصغير قبل الكبير، ومما حدا بالمرض أن يفتك بهم، وذلك نتيجة شحت وارتفاع سعر الدواء في الأسواق، وكم ارتفعت الأسعار نتيجة إطالة الحصار حتى بات الرجل لا يستطيع أن ينفق على بيته، وكم من طفل مات بحسرته وألمه نتيجة فقر الدم وعدم التغذية وكم من طفل قد شرد من بيته وعائلته نتيجة تركه مقاعد الدراسة والتعليم وبات يبع في الأسواق ما تجده يداه عند أهله وكم من جاهل وأمي أصبح لدينا نتيجة حرمانهم نعمة النور.
 كان (الجلبي احمد) يرتع في ملذاته في أندية ومطاعم وحانات الدول الأوربية، بينما كان أولادنا تموت من جراء الضربات الجوية العشوائية على بيوتنا، وكم عانينا من رهاب الطائرات في تلك أليالي الظلماء الطويلة علينا وعلى كهولنا ومرضانا.
لقد باع نصيب يومه بحرمانه غداً، ومرغ وسبح بدماء العراقيين وزايد عليها، وهو لا يقل شأناً عن طاغية العراق المقبور صدام حسين الذي جعل الأب يتبرأ من ابنه، أرجوكم انظروا إلى الثكلى من الأمهات والأرامل والموجعين، وتذكروا ما أصابكم، ولا تأخذكم العاطفة والرحمة اتجاهه وكثرة التكهنات من المنتفعين الذي غايتهم أن يجعلوه في ذاكرتكم شهيداً كي يُنسى التاريخ ما دونه، ونصبح من الخاسرين.
إلى تمارا الداغستاني حفيدة الشراكسة وعشيقة (الجلبي)، إلى تمارا احمد الجلبي، إلى هاشم احمد الجلبي، لقد نفذ صبر الله على الجلبي وهو الآن في قبره يحاكم على شر أعماله، وقد أخطأتم في دفنه في مدينة النجف الاشرف هذه البقعة الطاهرة التي ميزها الله سبحانه وتعالى عن باقي بقاع الأرض، فبها ضريح سيد الأوصياء الإمام علي (عليه السلام)، وأنا كوني من ضحايا مسؤولكم، ففي كل صباح سأذهب إلى قبره وأقرأ هذه الآية الكريمة ما حييت، ﭧ ﭨ ﭽ ﮍ  ﮎ  ﮏ     ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮓ   ﮕ  ﮖ  ﮗ ﮘ  ﮙﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ ﮠ   ﮡ  ﮢ  ﮣ  ﮥ  ﮦ     ﮧ ﭼ.

أحدث المقالات