23 ديسمبر، 2024 8:15 ص

لا تعدد في الزوجات 

لا تعدد في الزوجات 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا

سورة النساء

ما اود ذكره هنا عدم التطرق الى اسباب النزول ولا الى الآراء المشهورة في قطع النص القرآني واجتزاءه واستخدام ( مثنى وثلاث ورباع). ولا التطرق الى التأويل ومجمل التفسيرات الَتِي سمحت بـ تعدد الزوجات.سأقدم هنا النص كونه مترابط كجسد واحد، ويظهر على أنه متكامل يعطي إنطباع أخر يختلف عن مشروعية تعدد الزوجات وبإختصار.

سياق الآية يتكلم عن اليتامى واموال اليتامي وعدم ضم أموال اليتامى إلى اموال الشخص المخاطب ثم التطرق الى النكاح( الزواج) المتعدد بتخيير . مادخل اليتامى واموال اليتامى وعدم ضمها الى امولنا في النكاح؟ ( الزواج الثاني والثالث… الخ)؟ ومادخل المثنى والثلاث والرباع في اليتامى؟ ومادخل ان لاتقسطوا في اليتامى بتعدد الزوجات؟؟

لدينا شرطية “يتامى” ، وشرط عدم ” ابدال الخبيث بالطيب” وتخيير زواج متعدد ( مثنى وثلاث ورباع) ومن ثم جزاء [ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا ] . الامر مشروط باليتامى ليتحقق التعدد بالزواج.

الشرطية في اليتامى وحفظهم وحفظ مالهم والتخيير في تعدد الزواج!

ما دخلي انا وانت الذي يريد ان يتزوج امراءة ثانية او ثالثة باليتامى؟ ومادخل اليتامى بموضوع تعدد الزوجات؟
انك تشعر ان الآية تخاطب من لديه يتامى ومسؤول عنهم، وإلا كيف يتم الوصاية على الأموال لهؤلاء اليتامى؟ ( كما في الاية وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2) وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا …) من قبل شخص لاتربطه أية قرابة او مسؤولية بهؤلاء اليتامى؟

ومادخل ابن بغداد بأموال يتامى ابن البصرة؟ ومادخل ابن الجار بأموال يتامى ابن جيرانه؟

وما دخل تعدد الزوجات باليتامى أصلاً؟!

المقصود هنا ( والله العالم) ! من يملك الولاية على تلك الأموال والوصاية او المسؤولية، وهنا يكون بطبيعة الحال من الأقارب حتماً او من اصحاب الاعالة والمؤتمن على اموال اليتامى.

لأنه الوحيد من يملك تِلْك الولاية، لان الاية تخاطب اصحاب الشأن المسؤولين عن الأيتام. لذلك أشارة الآية الى عدم اكل مال اليتامى ورعايتهم ايضاً، لكونهم أوصياء على هؤلاء اليتامي، فالمخاطب هنا من يحمل المسؤولية على هؤلاء ومؤتمن عليهم، وبذلك اوجدت الآية حلاً أخر ( فأن خفتم الا تقسطوا باليتامى فانكحوا!! اي سمحت الآية ((بعد عدم القدرة من القسط في اموال اليتامى بالزواج من امهات هؤلاء الأيتام، لغرض حفظ مالهم ورعايتهم وتحقيق الصلة الأكثر مسؤولية من خلال الزواج حيث كونها تشكل مسؤولية أكثر ارتباطاً من الرعاية العامّة))
فنحن امام نتيجة مفادها ان الآيةالكريمة الَتِي سمحت تعدد الزوجات ( مثنى وثلاث ورباع ) هي فقط للاقارب