23 نوفمبر، 2024 3:37 ص
Search
Close this search box.

لا تشوهوا الديمقراطية..وكوردستان امانة في اعناقكم…!!

لا تشوهوا الديمقراطية..وكوردستان امانة في اعناقكم…!!

بلا شك ان موضوع تعديل الدستورفي كوردستان قد اخذ حيزا كبيرا من الاهتمام ، وبدأ الشارع يثير مخاوف عديدة من عدم التوافق على  صيغة مقبولة تنهي بذلك الخلاف السياسي وتعيد الطمأنينة الى الشارع بعكس ما تثيرها الاطراف المتعددة حولها…
اذن ..المسألة بحد ذاتها بدأت تأخذ مجراً آخر حين فشلت كل الاحزاب الكوردستانية من الوصول الى صيغة حل سياسي للتوافق بسبب محاولة كل طرف ان يكون سيدا في حواراته ومشاوراته بهذا الشأن ضاربين بعرض الحائط كل السبل الكفيلة  المعتمدة التي تنهي الخلافات  وتمهد السبيل للاستقرار النفسي والاجتماعي في كوردستان …
لذلك فطبيعة  الجلسات الحوارية حول هذه المسالة  تنقصها النية لتلافي الخلافات العميقة التي كانت مسيطرة على العقول التي يرى اصحابها في اثارتها  تمهد السبيل للمزيد منها التي من شأنها عرقلة المسيرة التنموية لكوردستان ، متناسين المسالة في اهميتها ،  وضرورة تفادي تداعياتها على مستقبل الامن والاستقرار في كوردستان اذا ما تشوهت صورة الديمقراطية في كوردستان واصبحت المطالبة بها  ضرب من الخيال في اجندات من بعض الطارئين عليها فيفسرونها على انها انقلاب عليهم ، و تفويت لفرصتهم التاريخية للاستحواذ على كل شيء دون رقيب ….
لقد هيأت لنا هذه المرحلة من المشاورات الخاصة بتعديل الدستور في كوردستان ان نكون اشد صراحة من قبل ونشخص العلة بما وجدناه وان نتجاوز المجاملة مهما كانت شكلها ونوعها ، لان المرحلة بحاجة الى اكثر من المصداقية والتفاعل معها بشكل مستقيم لكي نتجاوز كل الاشكالات الناجمة عن قصر الرؤية لطبيعة المطلب الذي تبنته عدد من الاحزاب الكوردستانية باهمية تعديل الدستور حول مستقبل الولاية في كوردستان ….
اذن.. اذا كان البعض يرى في طبيعة المطلب شيئا أخر فاننا نجد التشديد في المطالبة بها هو عين العقل لانه في النظام الديمقراطي تتبدد اماني الشخصية  ويعلو صوت الشعب فوق كل الاصوات لكونه هو محرك الدفة الى الامام من خلال برلمان اختاره بملء ارادته الحرة ليكون صوته الدائم في كل وقت ، وعلى هذا الاساس فان نهاية المطاف هو اندحار الاصوات الشاذة التي لا تقيم للديمقراطية وزنها الحقيقي ، ولا تدرك ان الديمقراطية تنهي للابد حالة الاستبداد وان ما يقوم به الكورد في كوردستان هو جزء مكمل للعملية الديمقراطية التي بدأ مشوارها عقب سقوط النظام الدكتاتوري في العراق على يد قوات التحالف الدولي في نيسان من  عام 2003، بمعنى  ان التشبث بالسلطة وعدم القبول بالتنازل عنها طريق نحو الدكتاتورية  اللعينة التي دفعنا نحن الكورد بسببها اغلى الاثمان ، ولا زال الكثير من ابناء شعبنا يتذكرون ذلك ، وهي صفحات لا تنسى لبشاعتها…..
لقد اتسمت الحوارات بكثير من الجدية واعتكفت الاحزاب الكوردستانية على ضرورة ايجاد مخرج من هذا النفق المظلم ، الا ان اصحاب الرؤى الضيقة كانوا سببا في عدم الاتفاق على صيغة قانون تدفع بكوردستان الى بر الامان ، وهذا يعني ان كوردستان لا تزال تعاني من وجود جهلة الفكر والارادة الوطنية الصادقة ، وهم اولئك الذين تدفعهم طمع الدنيا  ومغرياتها الى التنكر عن المصالح العليا للبلد في احرج مواقفها ، و لا يهمهم في ذلك سوى حجم الربح المادي الذي يدخل الى جيوبهم …
صفوة القول ان كوردستان تمر بمرحلة عصيبة فليس هنالك وقت للهدر ، ينبغي على كل الاطراف معرفة ذلك ، وان العدو الاكبر لا يجد  مناسبة الا وهو يكشف عن نواياه العدوانية لكوردستان ، المطلوب الان توحيد الرؤى بما يتناسب مع المصلحة  الكوردية للخروج من المآزق الذي نعيشه ، ونبرهن لكل المراهنين ان الكورد هم الاقوى دوما..وان هذه المرحلة ستنتهي بما يحقق للكورد ما ينشده منذ الازل ـ ونعطي الديمقراطية حقها كاملة دون ان نشوه صورتها، ونحافظ على كوردستان كأمانة تاريخية في اعناقنا……

أحدث المقالات

أحدث المقالات