18 ديسمبر، 2024 10:20 م

لا تسقيم التجربة الديمقراطية مع الفقر

لا تسقيم التجربة الديمقراطية مع الفقر

علا صوت الديمقراطية كثيرا بعد السقوط، ونادى بها الديمقراطيون كرد فعل لما كانت عليه النظم الشمولية، وما تركته في النفوس من كبت للحرية ، غير ان الديمقراطية كنظام سياسي ، بحاجة الى رافع اجتماعي حقيقي، اي ان يتكون ايمان حقيقي بضرورة تطبيق هذا النوع من الحكم ليمثل السواد الاعظم من الناس غير ان هذا الرافع المطلوب ، وفي مقدمته البرجوازية الوطنية ، تلكم الشريحة المثقفة الواعية بالدور الاقتصادي واهميته في مسالة انضاج الممارسة الديمقراطية ، يعاني هذا الرافع الحقيقي ومن حوله جموع الناس من الفقر والعازة اللذان يبعدان اي مواطن عن التفكير الحقيقي بماهية الديمقراطية ، لان الديقراطية هي ليست فقط صندوق اقتراع انما هي القدرة على مقاومة اغراءات المرشحين بتعبير اخر اغراءات المال السياسي ، ماذا تعني الانتخابات بالنسبة لشخص جائع او محتاج ، ؟
ان الفقر والحاجة هما مصدرا الفشل في التطبيق الحقيقي للديمقراطية ، بل هما يساعدا على وصول النائب غير الجدير بعضوية البرلمان بماله السياسي وباستغلال هذه الحاجة لدى الناس ، وقد اثبتت التجربة على ارض الواقع ان المال السياسي (مال الدولة) اعاد الكثير من الوجوه الفاشلة الى البرلمان ومنها الى الدولة ، لذا ولكي تبعد اي مواطن عن دوافع الحاجة يقتضي معالجة الفقر والبطالة ، ومنها يخرج المواطن الى مناخ الحرية الرحب ليختار من هم الاخيار والا سيكون للمال يده الطولى في الانتخاب وفي الاختيار…