على خلفية برنامج (قضية رأي عام) لقناة البغدادية ، كان هنالك لقاء مع الفريق (مهدي الغراوي) ، أحد رموز سقوط الموصل ، والذي ادعى من خلاله أنه ضحية وكبش محرقة ، كان الرجل مرتبكا وخائفا ، لكنه كان بعيد كل البعد عن المنطق العسكري ولباقة الحديث والثقافة العامة ، من حيث الطرح والتأويل والتبرير ، بشكل يجعلنا نتساءل عن نوعية القادة الذين يتحكمون بمصير بلد بأكمله قادة يفتقرون حتى الى السلامة الجسدية ، فالرجل كان معاقا بأحدى عينيه ! ، ولا نعلم كيف أتوا بكل نطيحة وموقوذة ومتردّية ، وبقي القادة الحقيقيون رُهَناء في المحابس والمنافي ، وكأن أرض العراق قد عقمت عن انجاب القادة !.
لا تفتأ قناة (البغدادية) تدهشنا بمدى عمق الحفرة المظلمة التي نعيش فيها ، لا تفتأ تنبهنا بمخاطر ومأسٍ لا تخطر على بال ، تنبهنا أن الطاقم الحكومي السابق مجموعة من اللصوص غاب بينهم التنسيق ، فاختلفوا على الغنيمة وأقتتلوا كالمافيات.
واذا كانت (البغدادية) قد حصلت على أدلة على شكل وثائق ومكالمات بين القادة ، فكيف لا تقع هذه الوثائق بيد العدو ؟! ، اين السريّة والكتمان ؟ أين التعبئة والتنسيق وقد عطّلوا القانون العسكري لأنه لا يخدمهم !، فأنتشر التسرب والتسيب والهروب ، وغابت روح الجندية ، وأن التوضيف والتطوع في أوساط الجيش والداخلية كان لا يتم الا بأتاوات ضخمة ، فقل الأقبال ، وبدلا من ذلك ، أخترعوا (الفضائيين) !، وبوجود هكذا (قادة) يجمعهم منطق اللصوص والخيانة ، لا يفقهون عن الجهد الأستخباري والعلم العسكري شيئا ان ، أننا نعيش بالقدرة ، وأن الموصل كان يجب أن تسقط منذ 4 سنوات ، وأن مأساة (سبايكر) وأخواتها ، كان يجب أن تقع ، وأن الخروقات الأمنية الهائلة واستباحة البلد من قبل كل من هب ودب ، كان يجب أن تحدث ، وأن كل تلك المأسي يجب أن يدفع ثمنها (بروتوكوليا وقانونا) ، القائد العام للقوات المسلحة وأركانه ، المعوقون عقليا وجسديا !.