17 نوفمبر، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

لا تزعجوا الكاظمي رجاءً

لماذا كل هذا الازعاج لدولة رئيس مجلس الوزراء مصظفى الكاظمي ؟ ألم يكن فيكم شخص منصف لينصف هذا الرجل من استهدافاتكم الكثيرة له ؟ واعلموا أن هذا الرجل ليس سيئاً كما تتصورون ، فهو كان بسيطا متواضعا يعمل في مجال الصحافة في اقليم كردستان ، ولم تكن أحلامه أكبر من حجم نفسه ، ولم يفكر يوما من الايام بالجلوس في قمة هرم السلطة التنفيذية لأنه غير مؤهل لمثل هذه المناصب ولا يملك أدنى قدر من الكفاءة العلمية والسياسية لادارتها ، بلْ كل ما كان يدور في رأسه كيفية الحصول على فرصة جيدة أفضلها ( مدير عام ) في أية دائرة من دوائر الدولة …. وفجأة حولت الولايات المتحدة الأمريكية بوصلتها باتجاه هذا الرجل ( المسكين ) . وبعد مشاورات مكثفة مع الكيان الصهيوني وملوك وأمراء الخليج اقترحت أمريكا على شركائها باعتماد مصطفى الكاظمي ابناً باراً وفياً لهم . وأصدرت الأوامر لحكومة حيدر عبادي أنذاك بنقله بواسطة بالون سحري من موقعه المتواضع الى جهاز المخابرات العراقي . لم يتحمل الرجل هذا التغيير المفاجيء في حياته ، فانتفخ كما ينتفخ الضفدع ، وتمددت أحلامه وأصبح يفكر في الانتقال السريع من فصيلة الضفادع المنتفخة الى فصيلة الثيران الهائجة بعد أن علمَ عِلم اليقين أن التكنولوجية الأمريكية قادرة على نفخه أكثر فأكثر . فكان لابد له أن يستخرج جميع مواهبه المكبوتة في ذاته العبثية ، وبدأ يظهر لأسياده قدرته الفائقة على الكذب والنفاق والتملق وخلق الأزمات ، كما أبدى استعداده الكامل لجعل العراق لقمة طرية سائغة لأمريكا وحلفائها فيما لو وصل به الطريق الى منصة القرار . ولأن الاختيار وقع عليه ، فكان لابد من اجراء أزمات داخلية في البلد لازاحة السيد عادل عبد المهدي عن منصبه أولا ، ومن ثم الاستعانة بالرئيس الخبيث برهم صالح لتحقيق هذا الهدف الضروري . وفعلا حصل ما حصل ، واشتعلت منصات التواصل الاجتماعي ( خصوصا الفيسبوك ) التي تشرف عليها المخابرات الأمريكية ، وانطلق الرعاع الذين ينعقون وراء كل ناعق في شوارع العاصمة والمدن الوسطى والجنوبية مطالبين ( بالتغيير ) وقامت الأفعى ( بلاسخارت ) ممثلة الأمم المتحدة في العراق بالرقص على ايقاع المؤامرة الجديدة ، وتم شراء الذمم والضمائر بالدولارات وبالوعود المغرية الى أن ( وقع الفأس في الرأس ) ورفض الرئيس برهم صالح كل المرشحين لمنصب رئيس مجلس الوزراء بديلا عن السيد عادل عبد المهدي بحجة ( وطنيته العالية وحرصه الشديد على سلامة وأمن العراق ) وهو يعلم أن ما يجري أساسه تهديم وتمزيق العراق اربا اربا …. وهكذا قفز الضفدع المنفوخ ( مصطفى الكاظمي ) قفزته الشهيرة ليستقر به المقام على كرسي رئاسة مجلس الوزراء العراقي . فماذا سيفعل هذا الرجل في هذا الموقع وهو يعلم جيدا أنه أكبر بكثير مما يحلم به ومما يستحقه ؟ أليس من باب الوفاء لمن وضعه في هذا المقام الفاخر أن يرد الاحسان بالاحسان ؟ وأول الاحسان أن يتضامن مع أمريكا وحلفائها ضد المقاومة الشريفة . فالرجل مُسيّر وليس مخير فلا تزعجوه لأن الضفادع لا تتحمل الازعاج .

أحدث المقالات