هل أنتَ هل أنتَ العراقْ؟
أنتَ الذي قد كنتَ تسري في دمي؟
ماذا جرى!
بعد الفراقْ
في حضن وحشٍ أرتمي!
أين الأمانْ؟
أيامَ كنا نحتمي باسمِ العراقْ
أين الفراتْ؟
أنشربُ الماءَ الأُجاجْ
وفي أراضينا الفراتْ؟
أين النخيل؟
في السوقِ تمرٌ لا يُطاقْ
وطعمُهُ مُرُّ المذاقْ
في ناظري قبلَ فمي
أين التي في عينِها كنا نرى
سِحرَ الليالي المُقمِراتْ
أين التي في خِدرِها
كانتْ تباهي الفاتِناتْ
أمامَ كلِّ العالمِ
بغدادُ نالوا منكِ أعداءُ الجمالْ
غادرتِ ذياكَ الدلالْ
يا وجعي وبلسمي
يا ذكرياتِ القلمِ
هل تذكرينْ
قصيدتي التي كتبتُها
في ليلةٍ مقمرةٍ
من ليلِكِ المُنَسَّمِ
أهديتُها محبوبتي
كتبتُ في مَبدئِها :
لا ترحلي
يا ويلِ إنْ هبَّ النسيمْ
يوماً على أرضِ العراقْ
من دونِ عِطرِ الياسمينْ
لا ترحلي
شوقي إلى تلك العيونْ
شوقَ القوافي للأنينْ
لو تعلمينْ
حبي لكِ عَبرَ السنينْ
يقتاتُ من عمري القصيرْ
ناشدتُها لا ترحلي
ولم يدرْ في خاطري
أنتِ التي سترحلينْ
تاركةً
خِلَّيْنِ بانتظارِ ليلةٍ
مُقمِرَةٍ
كي تقرأَ المحبوبةُ القصيدةْ
تمتمةً جميلةً في ثغرِها المبتسمِ
فهذهِ القصيدةْ
من المُحالِ فهمُها الا بضوءِ القَمَرِ
بغدادُ لا لا ترحلي
سيرحلُ الحبُّ إذاً
ويرحلُ الشِعرُ إذاً
ويعصفُ الموتُ بنا
والقلمِ