23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

لا تدعوه يفلت بفعلتهِ.. إن كنتم صادقين..!

لا تدعوه يفلت بفعلتهِ.. إن كنتم صادقين..!

بسمهِ تعالى:( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
قد جآء في الحديث المصطفوي:(… وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها).

العقل يحكم بقبح الرذيلة وحسن الفضيلة، ولا شك إن الظلم والفساد ومصاديقهما المتعددة، هما من جنس الرذيلة، لذا جآءت كل القوانين والتشريعات، السماويةوالأرضية، منسجمة مع حكم العقل، في محاسبة ومعاقبة، الظالم والمفسد، لا يختلف في هذا أثنين، ولا ينتطح عليه كبشين!

أذن فما بال، بعض المتظاهرين وهم( كثر)، قاموا يرددون ويهتفون، بشعارات من قبيل: ( قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية)، أو ( كلا لدولة السّراق الدينية)، وكأن الأنظمة الأخرى لا يوجد فيها فسّاد أو سرّاق! لو كانت كذلك لما شرعّت العقوبات!

لا يخفى على كل عراقي، موقف المرجعيات الدينية في النجف الأشرف، إزاء حكومة المالكي، فكم من مرة، أنتقدتها وشخصّت الخلل، وأُعطيت الحلول لها، لكن المالكي كان لا يستجيب، حتى طردته من بابها، وحصلت قطيعة بينهما( ولا أمر لمن لا يطاع)، فيما كان الآخرون ساكتين، أشترى المالكي ألسنتهم بالمال والمنصب، وأُخرى بالتهديد!

المشرّع الأسلامي، معروفة قوانينة وواضحة، لدى المسلم وغير المسلم، الدين يأمر بالمعروف وينهى عن الفحشاء والمنكر، وجميع الفقهاء، يفتون ببطلان الوضوء والصلاة، إذا كان الماء، أو الإناء، أو اللباس، أو المكان، مغصوبا، فكيف يأمرون بأنتخاب( السرسرية) وهم الفاسدون والسارقون؟!

إنّ الذين يهتفون( بأسم الدين باگونه الحرامية)، فالدين حذركم من المنافقين والمخادعين، وحرّم عليكم أنتخابهم، لكنّكم، بعتم ضمائركم واصواتكم، بكارت( ابو العشرة)، أو بطانية، أو بجهاز موبايل، أو بوعود وهمية، من قطعة أرض ووظيفة!!

الحمقى ـ المغفلين ـ أصحاب العقول الفارغة، تكون سرقتهم من قبل السياسيين المخادعين(  بزي الدين أو العلمانية)، أسرع من الضوء، ولو كانوا هؤلاء، الحمقى والمغفلين، ممن يعرفون الواقع جيدا، ومتدينيين حقيقة، أو ممن أطلعوا على التاريخ، وعرفوا سننه، لما ضحكوا عليهم السياسييين ورددوا( بأسم الدين باگونه الحرامية).

أضرب لك مثلا من التاريخ: السفاح العباسي، أول خليفة عباسي، عندما أعلن ثورته ضد الأمويين، كان شعاره( طلب الرضا من آل محمد)، فألتفت الشيعة حوله، وقاموا يهتفون له( علي وياك علي)، فعندما نجح في ثورته، وقضى على جميع الأمويين، حتى نبش قبور موتاهم، وأحرق جثثهم، ثم ذرها في الهواء، وبعد ان أستقر ملك بني العباس، قضوا على الشيعة، وعلى أئمتهم، بعد أن حذرهم الأمام الصادق عليه السلام،  من بني العباس، من قبل!

القرآن كلام الخالق، سيد العقلاء، ومصدر التشريع، ولا يقبل بالظلم والفساد، فيا أخوتنا المتظاهرين، أبعدوا عنكم، أؤلئك المندسين من أنصار الولاية الثالثة، وبعض الأتجاهات، الذين يرفعون شعارات معادية للدين والمرجعيات، ليشتتوا أذهانكم عن مطالبكم الحقيقية، ويسخرونها لهم، ركزوا على اهدافكم، في محاسبة زمر الفساد والجريمة، وخصوصا رموزهم العليا، كرئيس الحكومة السابقة، فلا تدعوه يفلت بفعلته، وطالبوا بمحاسبته، أن كنتم صادقين، فأنه أساس البلوى، ورأس الفتنة!