إبان أيام حكم البعث، ولدى مقابلة العسكريين أو المدنيين لصدام، وبين طيات الحديث التي ينقلها التلفزيون أيامها، وعند إنفراج أسارير القائد الضرورة، فيقول “عفية”! عندها تكون المكافئة خمسمائة الف دينار!.
كَثيرون هُم الذين يَستميتونَ بالدفاع عن الطُغاة، وسُرّاق المال، لأنهم وُلِدوا عبيد، ولا يُجيدون غَير الذُل، وهذا نِتاجْ السنوات التي عاشها مُعظم الشعبُ العراقي تَحتَ سَطوتهم، لكن هُنالك أحرار وهُم كُثُرْ .
ألمجلسُ الأعلى، وجَناحُهُ العَسكري الذي يُعد أقوى جَيشٍ مُعارض للنظام البعثي، وهُو أكبر جَناحٍ عسكري عِراقي مُقاتل، ويتّقِنْ فُنون الحرب، وقارع النظام البائد ثلاثةَ وعِشرين عاماً متواصلة، وما يثير الإستغراب اليوم! وكأن الشعبُ العراقي قَد نَسِيَ التضحيات، التي قَدَمَها هؤلاء المجاهدون، وهنالك مَن يَتَهَجّمْ عَليهم مُتناسياً أن المجلس الأعلى لَم يَستَلمْ أيّ وَزارة في الحكومة السابقة، وَما نَمُرُ به اليوم هُوَ نِتاجْ تِلك السنوات المُنصرمة، وَضياع كُل المِيزانيات التي تَبْني العراق ثَلاث مَراتٍ، من الفاو الى زاخو مُتنعمين برغيدِ العَيش، وكان إستقطاب البعثيين وتَسليمهم مَقاليد الحُكم، فِي كُلِ المفاصل المُهمة! خُطوة كان مِن المُفترض أن لا تَحصل أبداً، بل مِن الواجب إبعادُهم كُلَّ البُعد، لأنهم نَخروها! وباتَتْ مؤسسات متفككة، يسودها الفساد بفضل من كان مُمْسِك بزمام الأمور!
السنوات الفائتة من عمر النظام الديمقراطي الجديد، كشفت لنا كثير من الشخصيات! التي تَصدرت الساحة، وأفرزت لنا مدى الحرص من بعض السياسيين، يقابلهُ حائطُ الصَدّ الذي بَناهُ مَن رأى نَفسهِ، أنهُ القائد الضرورة، البديل لِصدام، الذي دَفَعَ ثَمن الإطاحة بِه شَعبُنا دِماءاً زَكية، نَحنُ أحوج لها اليوم لمُقارعة الإرهاب أكثر من ذِي قَبل، الذي طال كُل مُحافظاتنا مَع الفوارق .
ما يُخيف في الساحة اليوم أكثر، كَما حَذّرت مِنهُ المرجعية، أن هُنالك مُخطط لخلط الأوراق! خوفاً من كَشفْ الملفات، التي لو أُزيح الستار عَنها، لَوَجدنا ما يُشيب مِنها الطفل قَبل الكَبير، كَما لو كنّا العوبة بِيدهم، وعَبَروا كُل الخُطوط، وتَجاوزا كُل المَحاذير، ناهيك عَن أموال المواطن المنهوبة، ليتصدى لك جَيشٌ مِن المأجورين! يُدافعوا عَنهم، وَيُوهمون الشارع عَكسَ ما يَجري، وَهذا يَحتاج مُراجعة فورية قبل فَوات الأوان، لأن الصبر قَدْ فاق الحُدود، ولا مجال للصبر .
حُكم الطواغيت لا يدومُ أبداً، والقرآن الكريم ذَكَرَ في أكثر من آيةٍ، حول الطواغيت وكيف كانت نهايتهم، والمواطن العراقي اليوم ليس كما يتصورهُ بعض الساسة، ومسألة سكوتهِ كل هذه المدة فيه حساباتٌ كثيرة .
رئيس الحكومة: عَليه اليوم قبل الغد، الكَشف عَن كل الفاسدين، لينتهي مُسلسل السرِقات، وَفتح كُل الملفات التي يَحذَر مِنها كثيرٌ مِن الذين يَتصدرون المَشهد، ولَهم جُمهورٌ واسعٌ مُستفيدٌ مِنْ تِلكَ السَرقات، وَيُدافع عَنهم دِفاع المُستميت! عَسى أن يَحصلْ عَلى “عفية”