19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

لا تخيفوا المواطن بموازنة 2015 فالمفلس في القافلة أمين

لا تخيفوا المواطن بموازنة 2015 فالمفلس في القافلة أمين

رغم ان موازنة 2015 لم يتم اعدادها بشكلها النهائي الذي يمكن عرضه على مجلس الوزراء ليتخذ قرارات مناسبة تسهم في إحالتها الى مجلس النواب , ورغم ان مجلس النواب قد تمتع بعطلته التشريعية من دون المصادقة على موازنتي 2014 و 2015 وهي مخالفة صريحة للدستور , إلا ان التصريحات بخصوص ملامح الموازنة تطلق من هنا او هناك وبطريقة باتت تفزع المواطن العراقي الذي لم يستفيد بشكل كامل من 10 موازنات سابقة , التي افضت لارتفاع نسبة الفقر الى 30% حسب تصريح السيد وزير التخطيط , وتتوزع تلك التصريحات بين زيادة الضرائب والرسوم وتخفيض الرواتب والادخار الاجباري ورفع اسعار الوقود ورفع الدعم عن البطاقة التموينية , وغيرها من تلك التي يفهم منها وكأن المتضرر من الموازنة الجديدة سيكون المواطن البسيط , والغريب في الموضوع ان حجم التصريحات بخصوص الموازنة ربما يفوق ما يخصص لها من وقت لمناقشتها , والبعض اصبح يعتمدها كمادة اعلامية قد تكون الغاية منها الظهور وتحقيق الشهرة , وان من يطلق تلك التصريحات يتجاهل حقيقة مهمة وهي ان الموازنة ليست شأنا اعلاميا وإنما قضية يجب انجازها من خلال العمل المؤسساتي , اذا كنا دولة مؤسسات بحق , نقول هذا لعلمنا بوجود وزارتين معنيتان بإعداد الموازنة وهما وزارة التخطيط والتي مهمتها اعداد الموازنة الاستثمارية ووزارة المالية المعنية بالجوانب التشغيلية , فضلا عن امانة مجلس الوزراء الذي يتولى توحيد وتدقيق الموازنة , وحسب ما علم الجميع فان هناك لجنة شكلها مجلس الوزراء لإعداد مقترحات الموازنة بضوء التطورات في اسعار النفط في الاسواق العالمية , والسؤال اذا كانت الموازنة تعد مؤسساتيا فلماذا هذه التصريحات التي تخرج صباحا ويتم نفيها مساءا , ألا يجدر بمن يطلقها ان يناقشها او يقترحها في المؤسسة التي ينتمي اليها بدلا من إثارة القلق عند الناس ؟ وبغض النظر عن تلك التصريحات التي لم تخلو من الاتهامات وتخوين البعض , فأن ما ينتظره الشعب من الموازنة القادمة بعد ان وإدت موازنة 2014 , ان لا تكون انتقامية وتفرغ جل غضب انخفاض أسعار النفط على المواطنين , فالحيتان التي اشار اليها السيد العبادي ولم يسميها الاجدر باستهدافها في الموازنة القادمة وليس المواطنين , ونذكر هنا بأن الموازنة اصبحت مثلبة كبيرة في عمل الحكومات التي تعاقبت من 2004 ولحد الآن , بحيث ان جميعها اتصفت بالترقيع وغياب الاهداف والتأخر في التشريع , كما نذكر من يعنيهم الامر بان السيد العبادي قد أوجد هامشا للإعلام والمواطنين في التعبير عن الآراء , بمعنى ان الموازنة اذا كانت مخيبة للآمال فستجابه بما لا يحمد عقباه , فعلى حد المثل الدارج فإن المفلس في ألقافلة أمين .