7 أبريل، 2024 12:17 م
Search
Close this search box.

لا تخسروا البصرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

سنوات طويلة مرت على مغادرتي لبلدي العراق تحت ضغط حكومة البعث المجرمة وما زلت عيني تدمع مع كل خبر اخراه عنه و الوطن ذلك القلب الاخر الذي يأبى الصمت , ولعلني صرت من غربتي مدمنا على مشاهدته وهو يتمزق تحت سياط مصالح كتل وقوى سياسية لم تراع فيه اية حرمة , كل القوى السياسية شاركت بقتله ومازالت تشحذ سكاكينها في رقبته حتى لم يعد يقوى على الانين , منذ 2003 وهو متمزق بين رجل دين امتهن السياسة بحثا عن مصالح دنيوية او علماني يبحث عن ثروات يمكن ان يعيش مرفها بها في بارات اوربا و عموما ليس ها ما اود التحدث عنه فقد انهكت الحكومات المتعاقبة بلد بحجم العراق كان على مر التاريخ محط اعجاب دول العالم و بلد علم العالم معنى القانون والنزاهة والحزم ولما ان استقالت حكومة عبد المهدي الخاوية والتي يصدق عليها حكومة مراهقين لأنه سلم ( الاكو والماكو) لمراهقين عينهم لاعتبارات شخصية بصفة مستشارين اليوم تسنم رجل جاء من الخلف رجل يمكن ويحق لكل عراقي ان يتفائل بوجوده لأنه كان خارج الحسابات الحزبية والفئوية الضيقة وقد انفرد هذا الرجل واعني به الكاظمي بأمر لم يسبقه اليه أي رئيس حكومة حين اعطى وزارة بحجم وزارة النفط للبصرة دون أي اعتبار للقوى السياسية المتصارعة وهنا القي الكرة في ساحة نواب البصرة وممثليها في البرلمان وهي فرصة تاريخية أولا لتصحيح مسار العمل النيابي ومصالحة الجماهير البصرية التي صدمت كثيرا بمستوى أداء نوابها حتى أدت هذه الصدمة لتقاعس اغلب اهل البصرة عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة , ويبدو ان هذه الفرصة الذهبية التي منحها الكاظمي لنواب البصرة في طور الضياع بعد ان حفلت وسائل الاعلام بخلافات عميقة جدا بين الكتل التي ينتمون اليها حول الية الترشيح لشغل هذه الوزارة التي لن تدوم اكثر من سنة واحدة بسبب كون حكومة السيد الكاظمي حكومة انتقالية مهمتها الأساسية الاعداد للانتخابات المبكرة , نواب البصرة على المحك فهم انما ان يختاروا الفشل عبر اسناد الوزارة لشغل تمليه عليها قادتهم المتواجدين في المنطقة الخضراء او ان يسمعوا صوت البصرة ويقدروا مصلحتها بترشيح شخصية بصرية وطنية وقد علمت من مصادري ان الأسماء المطروحة صارت كثيرة بعد ان كانت لا تتعدى ثلاثة أسماء غير ان غالبية الأسماء المطروحة اما مستهلكة لم تقدم شيء لا للبصرة ولا للعراق عبر توليها مناصب سياسية او تنفيذية سابقا او عناصر عديمة الخبرة في إدارة القطاع النفطي , لفت نظري احد هؤلاء المرشحين وهو السيد علي رحيم الفرطوسي وبعد تقصي ما يشاع حوله عرفت ان الرجل لا يمتلك أي جنسية اخرة ولا يمتلك حتى أي إقامة خارج العراق وهو من منطقة شعبية يعرف أهلها معاناة البلد وما يحتاجه ان تسمية شخص مثل علي رحيم الفرطوسي باعتقادي كفيل بتحقيق نقلة نوعية في عمل وأداء وزارة النفط لاسباب منها ان الرجل غير متحزب وحسب ما وصلني من معلومات ان الرجل ليست عليه أي شبهات فساد لا قضائيا ولا حتى ما يتداوله الموظفين ومنتسبي الوزارة كما ان معهد النفط في البصرة تشكيل صعب الإدارة طوال سنوات طويلة تمكن هو من السيطرة عليه بل وتنظيم العمل فيه ان الواجب الوطني والرغبة في تقديم خدمة حقيقية للناس في البصرة يتطلب من نوابها التخلص من ميولهم الحزبية والسياسية وتقديم مصلحة البصرة اولا واخيرا على اي مصلحة اخرى , البصرة تنتظر من نوابها ان يتحرروا من سطوة احزابهم وقواهم التي ينتمون اليها والانتفاض للبصرة ولو هذه المرة فقط , وان لا يكونوا اداة بيد من لا يهمه مصلحة المحافظة , ان وجود اسماء كثيرة تتنافس على كرسي وزارة النفط امر جيد ويدعو للتفاؤل لكن اختيار الاصلح موضوع ليس سهلا ولا يمكن ان يكون لغير ساكني البصرة راي فيه فأهل البصرة ادرى بما تحتاج وشاهدنا كلنا جهود وزير النفط السابق الخبير جبار اللعيبي في خدمة البصرة غير ان كبر سنه وافرغ جعبته لم يعد في وسع الرجل ان يعطي شيئا لذا صار لابد من دماء جديدة ان تضخ في المفاصل التنفيذية خصوصا اصحاب التجارب القيادية الناجحة التي تكون واعدة فيما تقدمه لأهلها ,وليس الامر صعبا في اختيار الاصلح فهناك معايير يتعطش لها المجتمع العراقي عموما والعملية السياسية على وجه خاص في مقدمتها النزاهة والتي يمكن معرفتها من عدد وحجم القضايا المثار ضد المرشح , وهناك الكفاءة القيادية والإدارية ويمكن معرفتها من خلال نجاح المرشح في قيادة تشكيل اداري نفطي وعدد سنوات القيادة فليس معقولا مثلا ترشيح اشخاص لم يستملوا في حياتهم إدارة تشكيل نفطي لان هذا الامر يعتبر مقامرة والعراق لا يحتاج مقامرين بقدر ما يحتاج الى قياديين , وهناك معيار المواطنة والذي يعكس تمسك المرشح بوطنه عن طريق سكنه فيه وعدم ازدواج جنسيته كلها أمور يمكن اعتمادها وهي بلا شك ما يحتاج اليه البلد ادعو أبناء مدينتي ونوابها الى استغلال الفرصة وعدم اضاعتها او إعطائها لقادة الكتل الذين لا يعرفون الا مصالحهم وان ضاعت هذه الفرصة فلا يلمون اهل البصرة نفسهم ولا يطالبون مرة أخرى بوزير من المحافظة لان رئيس الوزراء اعطاكم ما تريدون فلم تعرفوا كيف استغلالها

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب