18 ديسمبر، 2024 11:07 م

لا تحكم على الكتاب من غلافه

لا تحكم على الكتاب من غلافه

كثيرا ما نسمع اليوم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام الاخرى عن هذه المقولة التي قالتها احدى مديرات المدارس في المملكة المتحدة في حينها عندما قامت باختيار طالب يمثل زملائه في اتحاد الطلبة والذي اعترض عليه الجميع كون مظهره غير لائق ولكنه اثبت قدرته بعد ذلك على انه الشخص المناسب في المكان المناسب من خلال كفاءته العلمية والأدبية…
اليوم نحن نعيش في عصر تنطبق على الكثير من مجالاته هذه المقالة لأنني اقول دائماً بانه عصر السرعة في كل شيء حتى اننا اصبحنا نشعر بان سرعة الاعمار تتقدم ساعاتها اكثر من قبل رغم انها نفس الاوقات ونفس السنين. ولكن نفوس البشر قد تغيرت وللأسف الشديد البعض منها نحو الأسوأ  وما زالت نفوس الخيرين تقدم الافضل دوماً..
ومن خلال اختلاطي مع كل طبقات المجتمع تصلني رسائل احيانا فيها نوع من العتاب لماذا تكتب عن فلان وعن هذا الموظف وعن ذاك الشيخ او المسؤول وعندما اقوم بالتدقيق في الموضوع اجد ان الشخص الذي يعاتبني لا يعرف الشخصية المقصودة  نهائيا وانما سمع عنه من اشخاص ربما يكونون له من اعداء النجاح او ربما من باب طابع الغيرة لا اكثر.. وليعلم جميع المتابعين الاعزاء انني لا اكتب الا عندما اكون قد التقيت بهذا الشخص واعرفه جيدا واعرف معدنه الحقيقي وحتى اكون منصفا في كتاباتي لابد لي ان اعرف الكثير من التفاصيل عن شخصية صاحب المقالة التي انوي الكتابة عنها..
ان ما اريد قوله اليوم بان لدي شعور وربما قناعة بان اغلبنا يحكم على الكتاب من الغلاف فقط فاذا شاهد الغلاف جميل فانه يقول انه كتاب رائع وهو لا يعرف ماذا يحتوي هذا الكتاب والبعض الاخر يحكم على العكس من ذلك.. فاذا شاهد غلاف الكتاب رديء يقول ان هذا الكتاب لا يساوي شيئا ولكن المتصفح له يجد فيه معلومات قيمه وقراءته مفيدة وهذا يقودنا الى حكمنا الغيابي على الاشخاص فنجد ان الحكم المتسرع وعدم المعرفة له مدلول سلبي على انفسنا لأننا ربما نحكم على شخص هو قامة من قامات المجتمع ويعرفه الناس وشهادتنا به تكون غير صحيحة.. وفي هذه  الحالة سوف ينعكس كل ما كتبناه على انفسنا وليس على من قمنا بذمه او النيل منه..
 اخوتي الاعزاء ان بني البشر جميعهم برجالهم ونسائهم شيبهم واطفالهم هم كتاب مغلق ولا يمكن ان نحكم على احد الا من خلال اختلاطنا به وعلاقتنا معه وما هي المصالح المشتركة بيننا فلا يجوز لإنسان ان يحكم على انسان اخر ربما يكون خارج نطاق عمله ولا يعرف تفاصيل حياته الوظيفية او حياته المعاشية وحتى نكون دقيقين اكثر يجب ان نبتعد عن كل الأغلفة الموجوده في الكتب وان نبحث عن المحتوى المفيد وان لا يأكل لحم بعضنا البعض ولا تنطق السنتنا بأمور هي خارج عن ارادتنا ولا نعرف عنها اي شيء حتى لا نقع في اخطاء ينتقدنا عليها الاخرين وعلينا ان نترك من يكتب المقالة في شانه فهو ادرى بماذا يكتب اذا كان يمدح او كان العكس لانه لن يضيع وقته الا عن دراية كاملة وربما يريد ايصال فكره للمجتمع عن شخصية معينة او عن وضع عام او عن قضية اصبحت معقدة ويجب التعاون على حلحلتها من قبل جميع ابناء المجتمع عليه يجب علينا الحذر من الكلام الفاحش الذي نجرح به شعور الاخرين سواء كانت عن قصد متعمد اوعن قصد عفوي فالكلام صفة المتكلم وما يكتبه القلم هو نتاج فكري للكاتب وان اغلب الشخصيات والقامات الاجتماعية او الوظيفية التي نكتب عنها كل حسب عنوانه هم يستحقون منا ذلك بل يستحقون منا الكثير لانهم قدموا يوما ما خدمة لهذا المجتمع سواء في الواقع العشائري او الواقع الديني او الواقع السياسي…
ختاما اقول لكم لا تحكموا على الكتاب من غلافه.ولايغرنكم المظهر… وكما قال الشاعر ابن المقري:-
(( لا تَمدَحَنَّ اِمرأً حَتّى تُجرِّبَه
وَلا تَذُمَّنَّهُ مِن غَيرِ تَجريب))