22 نوفمبر، 2024 10:17 م
Search
Close this search box.

لا تحزنوا لسانت ليغو المعدّل

لا تحزنوا لسانت ليغو المعدّل

لا تهِنوا ولا تحزنوا… مع أنه علامة أخرى على انحطاط مستوى العمل السياسي في العراق “الجديد” على نحو لا يفرق في الجوهر عن انحطاط مستوى الحياة السياسية في عهود الدكتاتورية، ومع أنه لا يتوافق مع تطلعات الشعب العراقي نحو إقامة نظام حكم يجلب له أخيراً الأمن والحرية والاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية.
لا تهنوا ولا تحزنوا حيال تصويت مجلس النواب على صيغة معدّلة لنظام سانت ليغو الانتخابي تعزّز دكتاتورية الاحزاب والقوى الفاشلة فشلاً ذريعاً في إدارة دولة العراق ومجتمعة على مدى أربع عشرة سنة متّصلة ومتواصلة .. ليس جديداً أن يقف هذا المجلس بالضدّ من رغائب الشعب ونخبته الثقافية الوطنية، فهو لا يمثّل الشعب تمثيلاً حقيقياً.. الأغلبية العظمى من أعضائه صوّت الناخبون لصالح أن يكونوا خارج حرم المجلس، بيد أن رؤساء أحزابهم وكتلهم، مستعينين بقانون انتخابي هم فصلوه على مقاسهم وبمفوضية انتخابات محاصصاتية غير نزيهة، أجلسوهم على المقاعد بخلاف ارادة الشعب كيما يكونوا أدواتهم وشهودهم الزور على فسادهم الذي قوّض أركان دولة كان يمكن لها، من دونهم، أن تكون عزيزة وكريمة وقوية بقوة كرامة شعبها التي انتُهِكت وأضعِفت على نحو يندر مثيله في التاريخ، بسرقة مليارات نفطه، وبتمكين. عصابات باغية ( داعش) من احتلال ثلث مساحة البلاد من دون مقاومة، بل بأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بالفرار، وليس الانسحاب، بالدشاديش!
صحيح كل ما قيل عن تمرير قانون انتخابات المحافظات بصيغة معدلة وهجينة لنظام سانت ليغو: تأكيد جديد على أن القوى المتنفذة تريد الاستئثار بالسلطة، وهي غير راغبة في التعددية السياسية والمشاركة الفعلية في إدارة البلاد، مسعى آخر لتعويق مشروع التغيير والإصلاح الذي صار مطلباً شعبياً، وترسيخ هيمنة زعماء الاحزاب المتنفذة وتقوية أدواتهم في السلطة وتغييب إرادة الناخبين وإضعاف الاستماع لمطالبهم وتطلعاتهم .. لكن لا يتعيّن علينا أن نهِن أو نحزن، فهذا الاجراء ليس حكم القوي على الضعيف.. إنه حكم القوي على نفسه بالدمار والفناء.
أربع عشرة سنة لم تحقّق لنا فيها هذه القوى وزعاماتها غير الخيبة والفشل .. لم يجلبوا غير الموت والفقر وإهدار الكرامة وانتهاك الحقوق والمهانة والمذلّة. لو كانت لهم بقية من عقل لفكّروا في كيفية إخراج أنفسهم من المأزق.. ها هم الآن يتشبثون بفشلهم .. لندعهم يفعلوا هذا، فلن يحصدوا غير المزيد من الكراهية والاحتقار بوصفهم طغاة وبغاة لا يريدون الاعتبار بفشلهم والعودة عنه، مثلما كان يفعل سلفهم ، وربما قدوتهم ومثلهم الأعلى، صدام حسين.
لا تهنوا ولا تحزنوا…. هم في الهاوية، على بعد متر أو مترين من قرارها.. دعوهم ينحدروا ليستقروا في أسفل سافلين، فيما أنتم الأعلون في نهاية المطاف.

أحدث المقالات