تاثير وسائل الاعلام في تكوين الراي العام وتوجيه وفق بوصلة الاهداف التي تتبناها والمرسومة لها بذلك الصدد ، تلقي على عاتقها المسؤولية الكاملة لنتائج الافكار والمواقف التي تتبنى العمل عليها ومحاولتها من ايجاد مفاعيل التجاوب معها ، واليوم المشهد السياسي العراقي يعاني تعقيدا خطيرا وبابعاد ودلالات تتعلق مفصليا بمستقل المجتمع العراقي الذي لازال ليومنا يعاني من الاعراض المرض السرطاني الخطير الطائفية ، الا اليوم نرى ان وسائلنا الاعلامية تتسابق في تسويق الخطابات السياسية التي تفوح منها رائحة الفتنة حتى ازكمت الانوف ، ولاهداف اصبحت معروفة للقاصي والداني دوافعها واغراضها ومقاصدها المرسومة في دوائر والمؤسسات الممولة لها ، وبذلك اصبحت شريكة في الترويج لتلك الافة في ظروفنا الحالية حيث بين لحظة واخرى وعلى عنوان الخبر العاجل ، ترفدنا تلك الوسائل بالتصريحات النارية الاستفزازية بين اقطاب العملية السياسية ، ولايكفي ذلك بل تتمادى الى اتباع منهج الفبركة والتضليل لرسم صورة مخيفة في نفوس المتلقين بان مصير البلاد على شفا هاوية الحرب الاهلية وتغذية الافكار الداعمة لذلك التوجه الخبيث البغيض ، مع التعمد على اضفاء السوداوية لردة فعل المواطن وتصويرتفاعله مع الاحداث بشكل مغاير ومخالف للواقع والحقيقة ، حيث تناست تلك الوسائل وعي المواطن واحساسه بالمسؤولية في تجاوز اكبر محنة مر بها خلال السنوات الماضية السابقة حينما حاولوا اعداء العراق جره الى مستنقع الموت بنث سموم الطائفية ، لذا الواجب الوطني والمهني يستوجب كشف تلك الوسائل التي ادمنت على اتباع تلك الاساليب الخبيثة والعدائية بقصد النية المبيتة في زرع الفرقة والانقسام والانشاق بين مكونات شعبنا المظلوم ولتصبح بوقا لسموم الطائفية .