13 أبريل، 2024 4:51 ص
Search
Close this search box.

لا تجعلوا داعش أكثر رحمة بالعراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

يعيش العراقيون على رقعة أرض ذات مساحة ثابتة ولا يمكن لأحد القضاء على الأخر أبداً، لذا من البديهي ان يتشارك الجميع في حكم هذا البلد المغضوب عليه بسبب الدول المحيطة به وأن يتعاون الجميع ويتنازل هذا الطرف لحساب ذاك الطرف وبالعكس، للوصول الى مشاركة حقيقية لجميع المكونات في حكم العراق وأن يتغلب الجميع على سياسة “الأخ الكبير”، ليس هذا فحسب بل المهم أن تشعر وتتصور جميع المكونات انها مساهمة في الحكم.

ولا يمكن للحل الحقيقي في العراق بدون سلطه قضائية مستقلة تماماً وهذا ما يفتقده العراق منذ زمن ليس بالقريب. فالحل الوحيد هو أن يبدأ الذين في يدهم السلطة الكلية أن يشركوا جميع مكونات الشعب العراقي في دفه الحكم وهذا ليس بالسهل بسبب الانهيار الكلي بالثقة بين مكونات الشعب العراقي، وهذا لا يمكن أن يطبق بدون أن يكون للعراق سيادة مطلقة على قراراته.

خاصة وأن فوق الحكومة العراقية هناك حكومة ظل متكونة من أكثر من 50 مليشيا تهدد كما نرى كل يوم الحكومة العراقية إذ لم تخضع لهم، والحقيقة المرة أن هذه الميليشيات ولاءها المطلق لولاية الفقيه الإيرانية والتي لا يعترف بها المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، ولا يهمهم شيء سوى الانصياع لاستراتيجية الحكومة الإيرانية وأن من مصلحه إيران هو السيطرة على مقدرات العراق كما صرح به عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين أن العراق جزء من الدولة الفارسية.

إذا استمر هذا الصمت الحكومي جراء ما يحدث فمعناه أن الحكومة العراقية تدفع سنة العراق لطلب مساعدة تركيا. ولنكن منصفين ان اطماع تركيا لا تقل عن اطماع إيران في العراق، وكذلك هناك سبب في سياسة إيران في خلق ميليشيات قوية تابعة لها عقائديا مما يسهل عليهم السيطرة على العراق لأمد طويل ولهاذا ترون أن إيران لا تريد أن يكون للعراق جيش قوي لأن الجيش وضباطه بطبيعة تكوينه ستكون للعراق وليس لدولة اخرى فلهاذا نرى العداء المبطن للمليشيات المدعومة من إيران ضد نمو الجيش العراقي وتدريبه حتى ولو كان الجيش من المكون الشيعي حصراً.

هل ستفعلها الحكومة العراقية وتفرض سيطرتها وتحجز تذكرة الالتحاق بالدول ذات السيادة المطلقة؟ بالتأكيد لم تفعلها حرصاً على مصالح الجار الشرقي للعراق، والجار الشرقي للعراق لا يريد جاراً قوياً مثل العراق بل يريدهُ تابع والتابع لا يكون إلا على هذه الحالة التي يعيشها العراق الآن.

هل سيفعلها شخص بدلاً من الحكومة؟ أشك ان هناك عاقل ورجل موقف و 13 سنة ضياع للعراق أكبر برهان !، فلا يحلم المواطن العراقي المعذب بجراح الوطن ولكن يجب ان لا ننسى ان العذاب هو بداية النصر أقرأوا تاريخ المعذبين على مر العصور والتاريخ لا يكذب، الأمر ليس عبثا ولا صدفة والكل لعب دوره كما خطط له، ولم يتصدر أحد حكم العراق إلا من نال رضى و تزكية طهران والغرض إضعاف هيبة العراق واطلاق رصاصة الرحمة على الديمقراطية التي قاتل العراقيون من أجل نيلها.

ومن الأسف ان حكام العراق لا يريدون حلولاً لوضع العراق، فالوضع مناسب لمخططاتهم الخبيثة التي ستلغي العراق من خارطة الشرق الاوسط، في الوقت ان الجميع يتفق من الصعب أن يحل مكون معين مشاكل العراق أجمع بسبب فقدان الثقة بين مكونات الشعب العراقي وما تبقى أمام الشعب العراقي ثلاث حلول فقط أسهلها مراً.

الحل الاول: هو دخول أمريكا بقوة مرة ثانية الى العراق وإجبار العراقيين على العيش ضمن العراق الموحد وهذا صعب ويتطلب قوة كبيرة ولا أعتقد أن يرضى الشعب العراقي بذلك الحل المشؤوم وخاصة أن للعراق تجربة مرة مع أمريكا التي غرست بذور الطائفية المجتمعة والسياسية ورعت الانقسام الكبير بين مختلف مكونات الشعب العراقي.

الحل الثاني: القبول بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقسام والعيش بسلام، وهذا ما لا يتفق عليه أغلبية الشعب العراقي.

الحل الثالث: يجب على من يحكم العراق اقناع جميع المكونات أنهم مشاركين فعلياً بصنع القرار السياسي والأمني والاقتصادي، والتجرد التام من الطائفة التي ينتمي إليها وعدم الانصياع لأجندات الدول المحيطة بالعراق.

أن أتعس شيء عند الرجل أن يكون مسلوب الإرادة وضعيف الشخصية وهل هناك في الحكومة العراقية سياسي مستقل؟ الكل تابع ومفعول به وليس فاعل الكل لديه سيد في الخارج يستلم الأوامر والتعليمات منه، على من يريد ان يحل المشكلة في العراق يجب عليه بدل أن يتعامل مع الجندي المعوق فليتعامل مع قائد الفرقة مباشراً إختصاراً للوقت فلم يبقى للمواطن العراقي طاقة تحمل أكثر.

‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب