23 ديسمبر، 2024 7:18 م

لا تثقلوا كاهِلَ المواطنين

لا تثقلوا كاهِلَ المواطنين

الدول الغنيّة لا تكبّد مواطنيها بفرض الضرائب العالية ، ولا تتقاضى منهم الرسوم الباهظة،إزاء ما تقدّم لهم من خدمات، في مختلف الدوائر والاجهزة الرسمية .
لماذا ؟
لأن (ايراداتها) من ثرواتها المعدنية كالنفط والكبريت ….
تكفي لتغطية (نفقاتها)، وبالتالي فهي لاتستوفي من المواطنين الاّ مبالغ ضئيلة بحكم ترسانتها المالية الضخمة .
وحتى البضائع المستوردة من الخارج ،فان ما يفرض عليها من ضرائب ” كمركية” لايُعّد باهظاً ثقيلا …
والنتيجة ان المواطن يشعر بانه ليس مثقلاً بالأعباء ، ولم ترهق كاهليْه، المبالغ الضخمة التي يتعيّن عليه دَفْعُها حينما يراجع هذه الدائرة او تلك ..
أمثله
كاتب السطور ، احتاج الى صك مصدّق من مصرف الرافدين بمبلغ ربع مليون دينار، فتقاضى المصرف مبلغاً مقداره ثلاثة عشر ألف دينار ، فقط من أجل اصدار هذا الصك .
انّ عمولة المصرف هنا تعتبر كبيرة للغاية ، ولاموجب لان تكون باهظة على الاطلاق ..!!
وحين قُدّم هذا الصك الى احدى الدوائر الرسمية (دائرة التنفيذ) ، استوفت هي الاخرى مبلغاً مقداره سبعة آلاف وخمسمائة دينار ، لكي تقوم بايصال الصك المصدّق الى طالبه .
وهكذا …
وحين ننظر الى دول الخليج المجاورة لنا، لانجد فيها أثراً لإجحاف أو إعنات في هذا المضمار ..!!
والسبب :
انها دول غنيّة ، ولاتُريد ان تكبّد مواطنيها بمالا تحتاج اليه من أموال ….
انها تحرص على (جيوبهم) ، كما تحرص على سلامتهم وكرامتهم..!!
انها تُنْعِشُ القلوب بالحرص على الجيوب ..!!
ان المواطن العراقي مكشوف الصدر والظهر، أمام هجمات الارهابيين ومفخخاتهم ومفرقعاتهم، وبالتالي فهو (مشروع شهادة) يمشي على قدمين …
وهو يعاني من سوء الخدمات ،في مختلف الحقول والمجالات ، ابتداءً بالجانب الصحي وانتهاء بأزمة البطالة والسكن …
وَبَدلاً من مراعاة الملايين ، ممن يرزحون تحت خط الفقر، تتصاعد أرقام الرسوم والضرائب باستمرار ، ويُطالب عامةُ المواطنين بدفع ما ينوؤن به من رسوم وضرائب وتكاليف ،يئنون من شدة وطأتها
وللأسف الشديد ، فان هذه الرسوم الباهضة ، فتحت الباب أمام العديد من المساومات والصفقات ، التي تعقد بين بعض (الموظفين) في تلك الدوائر، وبين مراجعيهم من المواطنين، للتحايل على القانون والضوابط، الأمر الذي أغرق البلد بظاهرة الفساد المالي والاداري ، حتى أصبح العراق رديفاً للصومال ..!!
ان العراق الجديد حين ألغى (الخدمة الإلزامية) أزاح عن نفوس الملايين من العراقيين كابوساً ثقيلاً عليهم ، – ذلك ان شبابنا ورجالنا أصبحوا وقوداً للمعارك، التي خاضها الدكتاتور المقبور ضد الجيران والأشقاء ، فملأ العراق بالمقابر والأيتام والأرامل – ، وأتاح فرصة للآباء والأمهات ان ينعموا بوجود أبنائهم بجانبهم ، بعيداً عن المغامرات الطائشة ، والحروب العدوانية بكل ما تنطوي عليه من أهوال وكوارث ،
فمن الجميل ان يبادر المسؤولون العراقيون المعنيون بهذه الشؤون، الى مراجعة جادة ، لما هو الموجود فعلاً من تلك الرسوم الباهظة، والضرائب العالية ،واجراء التعديلات والتغييرات المناسبة ، وفقاً لما تتطلبه قواعد العدل والاحسان .
وليكن هذا الاجراء الجديد خطوة أخرى بالاتجاه الصحيح تخفيفاً للاعباء التي أرهقت المواطنين العراقيين .
[email protected]