17 نوفمبر، 2024 5:45 م
Search
Close this search box.

لا تثقبوا …السفينة وتغرقوها

لا تثقبوا …السفينة وتغرقوها

الأحبة الكرام…الجميع يريد تغيير الناس ولكن لا يوجد أحد يريد تغيير نفسه من الداخل وهذه ظاهرة كبيرة جداً منتشرة بين أوساط المجتمع ,أن إحداث ثقب في السفينة سيعرض حياة جميع الركاب للغرق وباختلاف عناوينهم ومسمياتهم وهوياتهم ومن دون استثناء ،المشكلة الحقيقية هو اعتقاد بعض الأشخاص بأن السعي ﻷفشال مشروع الإصلاح من قبل مصلح ما ,هو نصرٌ لهم وهذا خطأ كبير يقع به الساعون لهذا الفعل ،فعملية إصلاح الأمة وأياً كانت الا بتنقية النفوس من الشوائب وتهذيبها نحو هدف سامي منشود يجب أن يؤمن الجميع بأن تكاتف وتضافر الجهود المشتركة فيما بينهم هو الحل اﻷمثل للخروج من هذا النفق المظلم فيدٌ واحد لن تصفق ,ويد الله مع الجماعة ,علينا إعادة فهمنا للأزمات التي نعيشها و لحجم التحدي الذي وجب علينا خوضه ،وهذه مسؤولية النخب المثقفة التي تأخذ على عاتقها بعملية إيصال رسائل تفي بالمطلوب في الفهم والمعرفة للجماهير وتحثهم على الالتفاف حول رموز صادقين حقيقيين يمتلكون نكران الذات ولديهم القدرة في تحمل المسوؤلية التي تقع على عاتقهم ،وان تبتعد عن الخلافات الجانبية والمساجلات التي تسعى لإبعاد الفكر عن المواضيع الجوهرية وإشغاله بأمور التسطيح والتجهيل,من قال أن الفساد يعطل مرفقاً معين من مرافق مؤسسات الدولة ؟فوجوده يعني هنالك تعطيل وشلل تام في البناء بعدم إنشاء مدارس تخرج طلبة فيعم الجهل ,ومصانع لا تنتج فتلقي بضلالها بطالة ,ومرضى يبحثون عن مستشفيات للعلاج بأجهزة طبية حديثة وكوادر متخصصة ,ونقص في العتاد والمعدات الحربية ونحن نقاتل من لا دين لهم ولا إنسانية أقوام ممسوخة خرجوا من قاذورات الصرف الصحي ,الاعتقاد أن النجاة تكمن بغرق الربان أو طاقم القيادة المسؤول عن السفينة ,هو واهم لأنه لا يعرف معنى الطوفان أذا ملء الأرض بالماء,ولم يدرك أن الرياح العاتية إذ لم تجد سفينة قوية ولا اقصد قوية ببنائها وإنما القوة بمن ركبوا على متنها متناسين خلافاتهم مؤمنين بأن الخلاص لن يتحقق الا بأن يقتنع الجميع أنهم أرقام مهمة وكل منهم يكمل الآخر,أذكر جيداً ذات يوم عندما خرج سيد الألم الإمام علي (ع) من الجامع فقال له احد المسلمين : أنا لا أصلي معك في عيد و لا في جمعة ولا في جماعة و لا اخرج

معك الى الجهاد فقال له :{ وأنا لا اضيرك مادام المسلمون منك في أمان},وقبلها أتخذ الإمام العزلة بعد حادثة السقيفة ولغاية توليه الخلافة ,لكن عزلته اتخذت النصح وأداء الأمانة والوعظ والإرشاد مع الناس ,ولم يأتي ليثقب السفينة ثم يغرف من فيها وتدخل الأمة في متاهة ,ولم يتخذ طريق أثارة الأزمات والمشاكل ويؤلب الرعية للخروج على السلطات آنذاك كل ذلك حفاظاً على دماء المسلمين من أراقتها وعلى السلم الأهلي من الفوضى .

أحدث المقالات