23 ديسمبر، 2024 12:54 ص

لا تتختموا باليمين

لا تتختموا باليمين

عادة ما يكون الإعتقاد بأمر ما, هو الإلتزام الكامل به, فإيماننا بالله سبحانه وتعالى, بأنه أرسل الأنبياء والرسل لهداية الناس, أمر لا جدال فيه, ونؤمن بأن ألأنبياء لاينطقون عن الهوى, فكلامهم واعمالهم وكل ما يصدر منهم, نابع من وحي يوحى, وكذلك أوصيائهم لهم نفس الدرجة من الاحترام والتقدير والتقديس, فبعضهم يكون نبيا يكمل الرسالة, وبعض ليس بنبي, الا أنه محاط بهالة العصمة, وكل ما يصدر منهم حجة على الجميع.

الله رؤوف بالعباد, نعمه على الناس لا تحصى عددا, يعجز عن ذلك كائنا من كان, لأننا لو قلنا إن البصر نعمة, والنبات نعمة, والبكتريا نعمة, نكون قد بخسنا حق هذه النعم, لان النعم تستحق الشكر, تستحق أن تدرس بدقة وتمعن, لنعرف كيف جاءت ولِم وهبت لنا, بعض النعم واضحة للعيان, والبعض الاخر نؤمن به كما هو, لأن العقل البشري القاصر, عاجز عن فهم فلسفة تلك النعمة, والا ما معنى أن من علامات المؤمن التختم باليمين .

ابليس حسد ادم عليه السلام, وعصى أمر الله, فطرد من ساحة الرحمة, ولأنه من المنظرين, جعل كل همه غواية الناس, وسحبهم من نطاق الايمان, الى نطاق الكفر والضلال, فكان ما كان, طغاة قالوها بكل وقاحة: ( أنا ربكم الأعلى ), أثرياء يتحدثون أن غناهم إنما جاء بعلمهم ومقدرتهم, مفكرون تفلسفوا فتجرؤا ليضعوا النظريات الفارغة, وكأن لهم القدرة على ترتيب حياة المجتمع, سياسيون أعتمدوا على مبادئ زائفة, ليؤسسوا أحزاب تخدم مصالحهم وتجعل من اتباعهم عبيدا لهم.

العقول القاصرة, التي تهوى التسلط والتي ولدت من جراء وسوسة الشيطان لبعض مرضى العقل, وجدت ان حياتها بموت الاخلاق, وبقائها بقتل الايمان بالله, فكانت المنظمات الاباحية, وكانت المنظمات الالحادية, الاولى تضرب اواصر الشرف والعفة, وتفكك قوة الأسرة لتحرف المجتمع, والثانية تشكك ضعيف التوكل, قليل الصبر, بأنه لا خالق ولا مصور, بل هي أمنا الطبيعة, خلقتنا صدفة, جئنا للدنيا لا لأجل هدف وسنرحل عنها عندما تنتهي صلاحيتنا, فالعقل يحتم علينا الاستمتاع حتى الشبع فانا راحلون.

مجتمعاتنا للأسف تأثرت الى حد كبير, بل انها اسرفت بهذا الانحراف الى حد التخمة, فاصبحنا ننافس من اسس لهذا الفكر الضال في الضلالة, فوجدنا من لم ينبت شاربه بعد يتفلسف علينا مطالبا باثبات وجود الله, او كبير يولول لمنع التجاهر بالفسق, واخر يظهر استيائه من التختم باليمين وقول بسم الله الرحمن الرحيم.