23 ديسمبر، 2024 6:00 م

لا تبتئسوا يا اهل العمارة … فالجاموسة افضل من البعير ومن اتى معها 

لا تبتئسوا يا اهل العمارة … فالجاموسة افضل من البعير ومن اتى معها 

الجاموس لا زال شعار يعتز به جماعة من العراقيين لانه يعطيهم الذهب الابيض ومخلفاته من السرجين والمطال يستخدم للتدفئة وطهي الطعام خاصة في ايامنا هذه حيث الازمة المفتعلة لشحة غاز الوقود الذي لا نعرف سببه لان المنتوج من الغاز في ابار النفط يفوق ثلاث مرات من الحاجة الفعلية … بالمناسبة كلمة سرجين ومطال لها جذر لغوي واول من سماها السومريون وهذا يعني ان تربية هذا الحيوان قديمة قدم الزمن لا سيما من صفات الجاموس الحاجة للعيش في برك المياة لفصل الصيف وهذا ما توفر له في جنوب العراق لوجود الاهوار , الجاموس يعطينا الحليب والقشطة والجبن بنكهة
 مميزة وان هذا الحليب ميزته عن حليب الحيوانات الاخرى هو دواء شافي لهشاشة العظام وانكسارها, لو اجرينا مقارنة مثلا بين الجاموس والبعران فاننا لا نحكم بمقارنة عادلة بينهما في مدى الفائدة الاقتصادية , ربما كان البعران سابقا تفيد للتنقل في الصحراء لتحمل العطش , لكن اليوم وبفعل التكنلوجيا الحديثة وتطور وسائل المواصلات انعدمت تلك الحاجة وحتى وان كانت للبعير فائدة وهذا لا ينكر لكن له مضار حيث لحمة يسبب العسر واعاقة الولادة عند الحوامل في حين الجاموس لا تؤشر عليه اي سلبية تذكر . 
اهل العمارة اليوم مبتئسين لان طه اللهيبي الملتهب بالحقد والطائفية والكراهية والذين على شاكلته كثر وصفهم بانه هنود ويقصد انهم جاؤا مع الجاموس الذي جلبه محمد القاسم المذكور بروايات الطبري الذي لم يكن موجودا في جنوب العراق اثناء الرحلة المزعومة بل لم يكن مخلوقا اصلا حيث محمد القاسم ولد عام 691 م ومات عام 714م بينما الطبري ولد 839 م ومات عام 923م … ثم انا اسال اللهيبي وقبله الطبري , هل جنوب العراق ليس به بشر قبل ما محمد القاسم ياتي بهنود مع جاموس ليسكنهم هذه الارض ؟ حتى القمر هناك اراء علمية تقول بان به مخلوقات … انا اتحدث لكم عن استراليا
 بحكم انني عشت فيها فترة من الزمن حيث اصل سكانها بريطانين جلبوا عنوة لها وكان قبلهم سكانها من البرونجنيز السود ولا زالوا بعضهم موجودين معتزين باصلهم رغم التزاوجات وانصهار الثقافات , كلام اللهيبي اليوم وما قبله كلام صدام الذي لم يكتفي بان اهل العمارةهنود جاءوا مع الجاموس بل وصفهم بالهمج والحفاة الذين لا يرتدون الملابس الداخلية للتنكيل بهم وكلنا يتذكر المقالات البائسة التي نشرتها جريدة بابل بعد احداث الانتفاضة الشعبانية .
 كل من اتهم اهل العمارة بهذه الفرية المكذوبة كان وراءها الطائفية البغيضة والكراهية النشزه, وعلى العموم فلو افترضنا ان اهل الجنوب هنود جاءوا مع بقرتهم , فان اهل العراق الباقين قد جاءوا من الحجاز مع بعيرهم فكلاهما جاء مع حيوان من مخلوقات الله سبحانه وتعالى رغم الميزة التي بيناها للجاموسة … نقول للهيبي ومن يرى رايه , الهنود لا يؤمنون بالكراهية والاحقاد والتعصب ولا يحبون سفك الدماء, نعم الهنود يقدسون البقرة بإعتبارها تمثل الألوهية على نحو تمتاز به من سواها ولكن لم يهدموا كعبتهم ولم يلعنوا افضلهم ويستبحوا حرم نبيهم .
الهنود لم يكن فيهم طاغية مستبد كماوية ويزيد والحجاج ومسرف والمنصور والرشيد والمتوكل وصدام والقذافي .
اليوم قدوة الهنود غاندي الذي استطاع إخراج الانكلیز أذلاء بعد قرون من احتلالھم لبلاده (بأخلاقھ وإنسانیتھ)، واسس مبدأ التسامح الذي غاب عن الكثیرین من السیاسیین الدواعش الیوم ، بل غاب حتى عن مخلية رجال الدين الذي امرهم الله بذلك , فما هو قدوتنا اليوم نحن المسلمين , هل هوابو بقر البغدادي الذي يقطع الرؤوس ويسبي النساء ويبيعهن في سوق النخاسة؟!
يا اهل العمارة اليس غاندي من قال تعلمت من الحسين (ع ) اكون مظلوما فانتصر وفعلا انتصر , فمتى نحن نتعلم من الحسين ع لننتصر ؟ اليس انتم يا اهل العمارة تذهبون الى مستشفيات في الهند لتعالجون امراضكم المستعصية ؟ هل احد ضايقكم في المطارات كما يحصل لكم في الاردن والسعودية فمجرد ان يروا ختم ايراني على جواز سفركم يعيدوكم بنفس الطائرة مع السب والشتم والتنكيل …اخيرا المفروض ان تفتخروا انكم هنود مع ان هذه التهمة الكاذبة سالبة بانتفاء الموضوع فانتم اهل سومر الشروكية الحقيقين .