-1-
اذا كان الشعراء يقولون مالا يفعلون ، فانّ محترفي السياسة ، وسياسي الصدفة :
يَعدِون ولا يُنجزون ،
ويُبالغون بل يكذبون ولا يخجلون ..!!
ويلفُون ويدورون …
وبالشعارات البرّاقة يتشدقون ….
ويأمُرون ولا يأتمرون …
ويَنْهون ولا ينتهون …
ويجمعون من الصفات السلبية ما يجمعون ..!!
-2-
وليس ثمة من لا يرفع منهم عَقِيرته صارخا :
انَّ مصلحة الوطن العليا ، هي فوق كل المصالح
ولكن أين هي المصداقية ؟
إنَّ الخلافات المحتدمة بين السياسيين ، والصراعات المتأججة هي التي مكنّت التكفيريين والارهابيين –من داعش وأخواتها بالرضاعة- من الفتك بالوطن والآمنين من المواطنين .
وبالرغم من أنَّ البلاد بأمسّ الحاجة الى حكومة وحدةٍ وطنية قوّية تباشر
مهاتها التاريخية في إخراج العراق من عنق الزجاجة ….
بعد أنْ وصل الى حافة الهاوية ، إلاّ أنّ الكثيرين مازالوا على سابق عاداتهم المنكرة ، في التسويف والإبطاء بغية الحصول على أكبر المكاسب والامتيازات …
إنهم بارعون في حساب مصالحهم ، ولكنّهم لا يكترثون بالمصلحة الوطنية التي هي غاية الغايات في كل الحسابات ..!!
-3-
وكاتب السطور مضطر الى أنْ يُذَّكِر بموقفه الوطنيّ، يوم جاء الدكتور ابراهيم الجعفري الى الجمعية الوطنية (2005) وطرح أسماء وزرائه طالبا منها منحهم الثقة …
لقد تخلّف عن منحها الثقة عضوان قياديان من حزبه – حيث كان في ذلك التاريخ من قياديي حزب الدعوة الاسلامية – .
ووقف كاتب السطور – وقد كان من أبرز أعضاء القائمة العراقية – وقال:
العراق اليوم بحاجة الى قيام حكومة عراقيّة تتولى تصريف الأمور ،
ومصلحة العراق أكبر من كل المصالح الأخرى ،
وانا اعلن أنّ القائمة العراقية تصوّت لصالح حكومة الجعفري .
وهكذا كان …
ولم تقف حائلاً دون ذلك كل الفوارق المعلومة بين القائمتين ..!!
لقد غلبّنا مصلحة الوطن ولم ننظر الى شيء آخر .
-4-
يشترط الأخلاقيون في (الواعظ) أنْ يكون (متعِظا)
ومن هنا يحقُ لنا ان
نوجّه النداء الى كل الكتل السياسية العراقية بان تكون حريصة أشد الحرص على مصلحة العراق ، المتمثلة بانبثاق الحكومة الجديدة برئاسة الأخ الدكتور حيدر العبادي وبأسرع وقت ، بعيدة عن كل الحسابات الأخرى .
-5-
إنّ الحلّ الحقيقي لأزمات العراق هو حَلٌّ سياسي وليس حلاً عسكرياً
وأكبر الخطوات في هذا الحلّ السياسي ، قيام حكومة شراكة حقيقية بين المكونات الأساسية العراقية ،تنهض بمسؤولياتها التاريخية ، في ظل المنعطف الخطير الذي آل اليه وضع البلاد ، وتعمل بتفانٍ واخلاص ، لتطهير التراب العراقي من دنس الأوغاد التكفيريين ، ومن أجل إحلال الأمن والاستقرار في ربوع الوطن الحبيب ، مستهدفةً سلامة الانسان العراقي – أيّاً كان دينه ومذهبه وقوميته – وكرامته، وان يكون للعراق – بلد الأديان المتأخية والحضارات العريقة – موقِعُه العالي تحت الشمس، لا مع جيرانه وأشقائه فحسب، بل مع المجتمع الدولي بأسره .
إنَّ سياسة إغراق البلد بالأزمات ، لم نجنِ منها الاّ العناء والشقاء والعزلة ، وهي سياسة فاشلة بكل المعايير ..
اننا نتطلع الى ان تكون حكومة الدكتور العبادي فَجرْاً يُبدّد ظلام الحقبة الداكنة الماضية ، بكل آهاتها وكُرباتها ومفارقاتها المحزنة …
والقضاء على الآفتين الكبيرتين المرعبتين :
الأرهاب ، والفساد المالي والاداري ، حيث لا طعم للحياة في ظلّ هاتين
الآفتين الرهيبتين …
ونحن على يقين بانَّ الشعب العراقي لن يتوانى عن التلاحم مع الحكومة العادلة الرشيدة، في سعيها الى تحقيق ما يصبو اليه من أهداف وأمنيات، في ظل توجيهات المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله .