19 ديسمبر، 2024 6:47 ص

لا بغض لشخص المالكي انما اتحفظ على منظومة السلطة المنحرفة

لا بغض لشخص المالكي انما اتحفظ على منظومة السلطة المنحرفة

قال ميكافيلي بضرورة تطبيق مبدأ (المستبد العادل) في تسيير شؤون الدولة، لكن الفرق دقيق، لا يكاد يرى، بيننا والطاغية الظالم؛ ما يجعل تطبيق مبدأ المستبد العادل، متعذرا، وإن توفر هذا البطل القومي؛ فهو يجب الا يستمر في السلطة، لاكثر من وضع مساراتها على السكة الصحيحة، خلال سقف زمني محدد بقطعة مستقيم، مؤشرة بيانيا على خريطة الوقت، كي لا تنفلت المرحلة من اصابع الشعب، ويتحول مصيرهم الى نزوة في خلجات روحه النرجسية، هوسا بالذات.
ولأن العراق، بقعة ملعونة، لا ينبت فيها من غرس الله سوى نطفة الشيطان المريد، فكلكامش لم يبق غلاما لامه ونبوخذ نصر لم يكتف بالجور على شعبه، بل ساقهم لمقاتلة اليهود في فلسطين والمجيء بهم سبايا الى بابل التي قال فيها ويل دويورانت في كتابه (قصة الحضارة) انك لا يمكنك الان ان تتخيلي الخرائب المنتشرة في الحلة، انها بقايا اعظم حضارة شهدها التاريخ.
وهكذا يظل العراق في انثلامات متلاحقة على يد حمورابي الذي اهمل الدولة وعني بضم الدويلات من حول بابل، مستنزفا المال والفرسان، ما ادى الى انهيار اجتماعي اضطره لوضع مسلته المشؤومة، دليل انفلات تعذرت السيطرة عليه؛ فوضع تلك المسلة التي تدل على الانفلات بلغ مستوى لم تعد معه الاجراءات الآنية.. كل حال بحالها تعالج، انما استلزمت بابل ابان حكم حمورابي قانونا يحد من تآكل المجتمع، ويعطي الدولة قوة هيمنتها على المواطن، الذي كلما غفلوا عنه تمرد، من ذاك اليوم الى الامام علي (ع) والباقي معروف.
ورئيس الوزراء نوري المالكي، الان، مستبد ليس عادلا؛ لذا اقولها واثقا مما اقول: لست عدوا للمالكي، ولن اكون ظهيرا للمجرمين، تربطني به صداقة ملمات تكشف معدن الرجال ووعي المثقفين، تباينا بين خوف الفرسان ورعدة الجبناء.
لن اكرهه؛ لما تربطني به من صداقة واخوة ومواطنة ودين ومذهب و… انا واحد من مجموعة شباب، اعتقلهم صدام ونكل بهم؛ فكانت معارضتهم نعمة على المالكي؛ لأن الثورات يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويستفيد منها نهازو الفرص.
وصل المالكي الى كرسي الحكم الذي تفرد به، بدم وجماجم الآخرين، مصرحا في العام 2006 بان صدام سوف يعدم نهاية 2006؛ لذا فقد استدعاني 23 كانون الاول 2006؛ ليسأل عن قرار التمييز بتصديق اعدامه.
بذلت جهودا جبارة في اعدام الطاغية المقبور؛ فانا لا اعرف المالكي قبل انهيار العراق، لكن بعد انجازنا معا مهمة الاعدام العصية، في توقيت حرج؛ لخضع لتأنٍ، يفلت بعده صدام من السجن؛ وتصير دولة العراق مهزلة؛ كما حصل بعد فرار ايهم السامرائي، من السجن.
فضلا عن مهمة اعدام صدام قبل شروق الشمس، ثمة مشتركات عدة؛ جعلتنا.. انا والمالكي اخوة بحكم المواطنة والانسانية؛ فقد كنت واحدا من شباب اعتقلهم صدام ونكل بهم لأجل ان يصل المالكي الى رفاه السلطة التي يبطر فيها حاليا.
عرفته اول الامر مباشرة حين استدعاني متسائلا عن قرار التمييز، كما قلت في اعلاه، وبذلت جهودا خرافية في ان يعدم صدام؛ باصدار القرار خلال ثلاثة ايام وانفذه بنفسي؛ ما جعل المالكي البطل المختار لهذا العصر.
لا اكرهه؛ برغم انه كافأني بعد الانتهاء من اعدام صدام بحرماني من حقي في الحياة، وحجب راتبي التقاعدي ومستحقات أخرى، من دون سبب واف.
لم يساوني، من حيث الراتب ولا بفدائيي صدام الذين اعاد لهم الاعتبار.
يحمل المالكي الان صفة وطنية تجعلني مخلص الولاء للعراق من خلال احترامه في حضرة الوطن المفدى، ولكني احتفظ بحقي في ان اكره من يقمع العراقيين ويستبد طغيانا عليهم
الا ان المالكي يستحق الحب، قبل ان يتفرعن، ويستحقه بعد ذلك، فهو اثناء الحكم، شيء آخر، انه مسكين تداعى في احضان (افاقون) انسحبوا به الى نطاق حصر فعالياته بهواهم ولو احترق العراقيون.

أحدث المقالات

أحدث المقالات