لا بديل للعراق من حكم اليسار المعتدل

لا بديل للعراق من حكم اليسار المعتدل

بعد كل هذه التجربة المريرة التي مر بها العراق نتيجة لتوالي حكم اليمين القومي المتمثل بحزب البعث وبعده حكم اليمين الديني المتطرف المتمثل بحزب الدعوة الاسلامي وحلفاءه بعد كل هذه التجارب والتي تركت البلد متخلفا نتيجة السياسات الا معقولة التي اتبعتها تلك الاحزاب كونها احزاب نخبة تنتفخ بعد صعودها الى السلطة بحكم التهديد وتوزيع الاموال والمناصب لكسب المزيد من الانصار والمؤييدين ، كما وان تلك الاحزاب لا تمتلك مدرسة فكرية تمييزها عن افكار وميول بعضها عن البعض الاخر بل انها احزاب رفعت راية القومية العربية معلنة انتماءها القومي وانها بالنهاية ضربت القومية العربية في الصميم بتجاوز  الحدود عنوة بين هذه الدولة العربية او تلك او انها رفعت الراية الاسلامية المجردة واوغلت عند استلامها الحكم في رذيلة نهب وتبديد اموال المسلمين ، ان عدم امتلاك مدرسة فكرية يشكل عامل انحراف في المبادئ والسلوك مما يجعلها غير قادرة على ادارة الحكم بالتالي الوقوع في اخطاء بناء الدولة ، وان من صفات هذه الاحزاب كونها احزاب غير بريكماتية ولا تمتلك فكر او نهج اقتصادي تسير عليه ذلك ان الدول لا تبنى بالافكار الغيبية او تبني القييم والمبادئ المجردة انما تبنى الدول بتوافر حكومات يمتلك اعضاؤها فكر اقتصادي واسلوب اداري ومنهج عملي يرتكز على خطط واضحة المعالم والازمان ، يضاف الى ذلك ومن خلال هذه التجربة المريرة التي مرت على العراق ان هذه الاحزاب القومية والدينية كرست الانقسام الاجتماعي بين ابناء الدولة الواحدة ، فحزب البعث مثلا استهان بالقوميات الاخرى في العراق مما تسبب في الحروب الداخلية والاحزاب الدينية هي الاخرى وبسبب انغلاقها المذهبي تسببت في الاحتراب الطائفي الداخلي ، والحال لا الحزب القومي بقادر على حكم العراق ولا الحزب الديني انما من يستطيع حكم هذا البلد هو الحزب اليساري المعتدل المؤمن بالدولة المدنية القائمة على احترام الجميع والمؤمن بحيادية الدولة وترفعها عن كل المبادئ والافكار المختلف عليها والتي تطلق الحرية الكاملة لكل العقائد والطقوس الدينية والقومية ولا تتدخل في تفاصيلها او حيثياتها وينظم ذلك بقانون تسهر على تنفيذه الدولة بكل حيادية وان من ميزة احزاب اليسار المعتدل السلوك العلمي والعملي القادر على بناء دولة سييما جميع احزاب اليسار واليسار المعتدل تملك مدرسة فكرية ذات ابعاد اقتصادية واضحة ولها برامج محددة تعمل على تحقيقها وفق خطط واضحة ،وانها تحتكم دوما كونها مدارس اقتصادية على كوادر سياسية واقتصادية تستطيع بها تحقيق كل هذه الاهداف ، وقد نجحت اوربا واليابان بفضل هذه الاحزاب من بناء دول واقتصاديات ساعدت على النو السريع والمتوازن ، وبنت دولا مدنية سليمة رغم كونها دول تحوي مجتمعات دينية معتدلة بل وحتى محافظة ، ومن يعتقد ان كل يسار هو ضد الدين فهو خاطئ فثمة يسار في الدين هو اقرب الى الله .لان الله يحب الخير الرفاه للشعوب……