حتى لو كان ذلك مؤلما و يزعج كبرياءنا و يجرح كرامتنا ، فقد اصبح امرا واقعا و لابد من تقبله و التوقف عن الاحلام بالمكانة القديمة لشعبنا و بلدنا و جوازنا و تعليمنا و بغداد الجميلة و ما الى ذلك !
(خلص) انتهى ذلك كله و نحن الان دولة ذليلة تابعة محطّمة لان حكامنا اذلاء تابعون فاسدون شئنا أم ابينا . و تمت المصيبة الان بوضع قرقوز اعلامي مرتبك و كذاب و محتال على راس الحكومة ، فمرة يذهب الى ايران فيخلعون حذاءه ليدخل على مرشدهم و مرة ال سعود يطردونه و يلغون زيارته و الان الشعب منزعج لان الرئيس التركي (يعدل له ياقة قميصه) قبل ان يقف على منصة الشرف امام الكاميرات، و سواء كان الرجل متعمدا ليبيّن لامير قطر و الكاظمي و امثاله حجمهم امام تركيا القديمة و الجديدة الناهضة ام هو يفعل ذلك بتودد و حسن نية ، فالعتب ليس عليه و انا شخصيا اعتبر استقباله للغريباوي تواضعا منه و مكرمة ، فمن هو الكاظمي؟ تابع ذليل و طفل سياسي و صحفي فاشل و معين من قبل اسياده ، فلا غرابة ان يكون امثاله اذلاء و مرتبكين امام زعماء انتخبتهم اممهم و ساهموا بنهضتها و فدتهم شعوبهم بارواحها .
الرئيس الفرنسي و الامريكي و اخرون تعرضوا للحرج من قبل كبرياء الاتراك و نظرتهم الاستعلائية فكيف بحكام (قرقوزات) مثل حكامنا ، و هي وان كانت اهانة يمسنا منها شي فان الملام هو نحن ، فالخليفة هارون الرشيد عندما ارسل له اعيان الروم رسالة سرية بعد استيلاء نكفور على الحكم و علموا نيته في التمرد على حاكم العالم ذلك الوقت و يطلبون من الرشيد ان يسامح الشعب و لايقسو عليهم بذنب حاكمهم ، اجابهم انني لايمكن ان اخاطب كل روماني لوحده و اتعامل معه فرديا . انتم هذا حاكمكم يمثلكم اختاروا غيره ان اردتم او اقبلوا ما انا فاعل بكم .
و “رحم الله امرءا عرف قدر نفسه”