23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

لا امل للسلام في عراق المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي

لا امل للسلام في عراق المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي

في اكثر الاحيان يمكن اكتشاف حقائق كنا نجهلها او نشك فيها من خلال متابعة مجريات الاحداث والنتائج التي افضت اليها ملف من الملفات , فبدراسة مجريات الاحداث من الالفين وثلاثة ولغاية يومنا هذا نستطيع ان نصل الى جملة حقائق مفادها ان المالكي يقف خلف كل ما جرى في العراق من ازمات وما يزال منهمكا في اثارتها حسب الدور المناط اليه من دولة اقليمية مؤثرة وذلك وفقا للمؤشرات التالية : –

* منذ توليه الحكم لم يفوت المالكي (ابو حمودي) فرصة الا واستغلها لدق اسفين في جسد الدولة العراقية المنهك , و اختلاق مشاكل متواصلة مع المكونات السياسية .

* اضعاف متعمد للمؤسسة العسكرية العراقية باستبعاد الضباط الاكفاء الغير خاضعين له واستبدالهم باخرين تابعين له , وعقد صفقات تسليح مشبوهة وفاسدة كان الغرض منها الاستيلاء على الاموال المخصصة لها وليس تسليح الجيش العراقي فعليا .

* عمل دون كلل على تشكيل مليشيا عسكرية جديدة , او دعم مليشيات قديمة موجودة اصلا بعد سلخها عن تنظيمها الام , كما حصل مع عصائب اهل الحق ومنظمة بدر لتتحولا الى مليشيات تابعة له .

* الاصرار على توقيع اتفاقية امنية مع امريكا رغم ادراكه المسبق بعدم قدرة القوات الامنية العراقية على مسك الملف الامني في البلد . هذه الاتفاقية اتت بعد ان ارغمت القوات الامريكية على الخروج من العراق بعد خسائر كثيرة تكبدتها قواته نتيجة الدعم الايراني والسوري لفصائل كان يطلق عليها فصائل مقاومة سنية . هذا الخروج الامريكي فسح المجال امام هذه المخططات كي تتجسد على ارض الواقع دون معوقات .

* بعد فقدانه الامل في الحصول على ولاية ثالثة وقبيل خروجه من السلطة نفذ المالكي حلقة اخرى من مخططه التامري تمثلت باخراج قيادات خطيرة للجماعات الارهابية كانت قد اعتقلت سابقا على يد القوات الامريكية , هربت في مسرحية هزلية فسرت حينها على انها هجمات لداعش على هذه السجون .

* تنفيذ الحلقة الاخيرة القاتلة باباحة المدن العراقية لداعش كي تدخلها في انسحابات غير مبررة , وبدون قتال لقطعات الجيش , تركت فيها كل اسلحتها لهذا التظيم مما اعطاها قوة وزخما لمواصلة احتلال ثلث اراضي العراق , وتكررت هذه المسرحية في مدينة الرمادي مؤخرا .

* وضع اللمسات الاخيرة للمخطط باستغلال دعوة الجهاد الكفائي للمرجع السستاني , واقحام مليشيات بدر والعصائب فيها لتكون على صدارة قيادة هذا الحشد , في ظاهرة يمكن وصفها بانها رجوع قوي له الى مركز صنع القرار ولكن من البوابة الخلفية هذه المرة .

ولا زال المالكي مستمرا في محاولاته للانقضاض على ما تبقى من العراق , بدعوته الاخيرة حل الجيش العراقي وتاسيس جيش جديد يكون عماده مليشيا الحشد الشعبي , واصراره على تخويف المكون الشيعي وحشده مذهبيا بقوله ان ما يحدث هي حرب سنية ضد الشيعة .

من كل ما سبق نستطيع ان نقول بان المالكي يعتبر اخطر شخصية تهدد مستقبل العراق ووحدته , فهو لا يريد ان يسيطر على المكون الشيعي كقائد سياسي وعسكري فعلي وحسب , بل ويحاول ان يفرض على المكونات الاخرى مليشيا تاسست على خليفات مذهبية مركبة ومعقدة .

وهنا نريد ان نوضح بعض النقاط المهمة للعقليات المريضة التي تتصور انه يمكن للحشد ان يكون بديلا عن الجيش العراقي : –

1- رغم ان الدعوة الى الجهاد الكفائي للسيد السستاني كانت موجهة لكل العراقيين الا ان القائمين على مليشيات الحشد ينتمون جلهم لمكون مذهبي واحد وهو المكون الشيعي . اما الاعداد القليلة من غير هذا المكون المنضمة اليه فهم ادواة تنفيذ لا قدرة فعليه لهم لاتخاذ القرارات وصنع الحدث , لذلك كذب من قال ان الحشد يمثل كل العراقيين .

2- الحشد الشعبي مرفوض عند بقية المكونات الغير شيعية احزابا كانوا ام مواطنين , ولا ادل على ذلك من التصريحات التي يدلي بها ابناء المدن السنية المحتلة من داعش في ابداء تخوفاتهم من تحرير الحشد الشعبي لمدنهم ورفضهم له , خاصة بعد الاعمال الانتقامية التي ارتكبها الحشد في مناطق كثيرة حررها مؤقتا .

3- لم يحقق الحشد الشعبي لغاية الان أي انتصار حقيقي على داعش سوى انتصارات اعلامية تهدد داعش بال ( طحن) , ولم نر لحد الان لا طحينا ولا حتى برغلا . وتحول القتال بين الطرفين الى معارك كر وفر فشل الحشد في الامساك باي ارض بشكل مستمر . وما حصل في ديالى من نصر ضبابي كان لاسباب جغرافيةعسكرية تتعلق بقرب هذه المدينة من التاثير الايراني ومشاركة البيشمركة في عمليات تحرير هذه المناطق , ومع ذلك فمازالت الاوضاع في ديالى وصلاح الدين غير مستقرة ولا يمكن اعتبارها نصرا حقيقيا .

4- الشي الوحيد الذي نجحت هذه المليشيات من تحقيقه هو الانتقام من المواطنين المدنيين السنة في الاراضي التي يحررونها , في عمليات حرق وخطف وقتل , وعمليات نهب وسلب اعترفت بها الكثير من الشخصيات السياسية الشيعية .

5- المليشيات هذه تفتقر الى الكفاءة القتالية اللازمة لتحقيق الانتصار فرغم تسليحها الذي يفوق تسليح الجيش العراقي وداعش الا انها متخبطة وغير منظمة , وكل ما نسمعه من عنتريات قاداتها امثال هادي العامري وقيس الخزعلي لا تعكس سوى الضعف الحقيقي الذي يعانون منه .

لهذه الاسباب نقول ان العراق الان هو امام خيارين , خيار ان تبقى داعش الارهابية جاثمة على صدر المواطنين المدنيين وهذا مرفوض جملة وتفصيلا , وخيار ان تسيطر مليشيات الحشد على المناطق العراقية السنية وتعيث فيها قتلا وتدميرا, اما الخيار الثالث والذي يشمل الامل في الاستقرار والتطور والسلام فلا وجود له في عراق المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي .

 [email protected]