عندما يتكرر الخطأ ويتعاظم لن ينال مرتكبه إلا السخط والغضب وعندما يتجاهل المسؤولون حاجات الشعب بالأصلاح لن يستحقوا إلا أن دير الشعب لهم ظهره ويجافيهم. ويلعن اليوم الذي إختارهم فيه. إن كان قد إختارهم. أو يلعن الزمن الذي قذفهم بوجهه .ولكنه القدر. والحال إن الأمة اليوم ترفع أكفَّها للسماء مستغيثة جاهرة مستجيرة (اللهم لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه) فربما الله عزَّ وجل يخفف عنها هذا العذاب. ويزيل هذا الوباء.وله في الأمر شؤون. فقد نكون كأمة إرتكبنا من الذنوب ما جعل الله يسخط علينا, ويبتلينا بهكذا زمر من الساسة تركت البلد لقمة سائغة للأرهاب والتخلف والفساد. وإنشغلت بالأسلاب والغنائم. وصراعات وتسقيط سياسي وفوضى تضرب الأطناب.
من غرائب الأمور ومن عجائب الدنيا الثمانية إن كل الكتل السياسية مشاركة في حكومة وكل كتلة تصارع الأخرى وتنازعها, لا لشيء سوى الغنائم و التسقيط السياسي والدعاية الأنتخابية التي يسودها الدجل والغش والخداع والتلاعب بعواطف الجماهير والضحك على الذقون.الكل حكومة والكل معارضة. تُهَمٌ وشتائم ومؤامرات سهلت للأرهاب مأربه. وأوجدت له الأرض الخصبة. ورعته ومولته أحياناً. والضحية الشعب المجروح الصابر الذي أسلم أمره لله, بعد أن عجز, لفراغ الساحة السياسية من أحزاب وطنية فعالة تقوده لمستقبل واعد .
أراد الله عزَّ وجل أن يُذَكِّر الشعب بحاله ويستنهضه. فأنزل عليه المطر تأكيداً لما حصل في السنة الماضية فغرقت بغداد وغرقت مدن العراق. وميزانية الدولة أكثر من 130 مليار دول تعادل ميزانية 7 دول. فلا علاج ولا دراسات لعلاج مستقبلي. بُدِّل أمين العاصمة بآخر والحال واحد. فما السبب هل في الأختيار؟ قد تكون سِمةُ هذا اليوم جني الأموال والأستحواذ على المناصب للمنفعة الشخصية ومنفعة الحزب أو الأهل والعشيرة. فالأقربون أولى بالمعروف. ومن غير المتوقع أن يرفض وفق مفاهيم و أخلاق مجتمعنا السائدة اليوم أي شخص عراقي منصباً هاماً يُسند إليه. وإن كان يعلم إنه غير مؤهل له. لأنه عارفٌ بقدرته وإمكانياته.فالمسؤولية هنا تقع على من إختاره لا عليه.ولكنَّ الحق بيِّنٌ والباطل أبين.
لو تجول السيد أمين العاصمة حول دائرته فقط ورأى بأم العين المجاري الطافحة صيفاً حول أمانة العاصمة, لعرف أن بغداد ستغرق في الشتاء .ولو كلف أحدا- إن كان يخشى- التجول في منطقة الشورجة التجارية مركز بغداد ومرآتها أن يصور له حال الشورجة وما فيها من أكداس النفايات ومجاري المياه الثقيلة الطافحة, لعلم إن بغداد ستغرق عند سقوط قطرات من المطر. ولو رأى بأم العين إستحالة مرور سيارات الأطفاء في الأسواق وإنعدام فوهات الحريق فيها لعلم إن إشتعال الحرائق وهلاك الأنفس وتدمير الأقتصاد الوطني أمرٌ حتمي. ولو شاهد بعينه ما يعانيه البغداديون والبغداديات من إهانة ومذلة عند إضطرارهم للتسوق لتأكد أنه لا يستحق منصبه وأنه غير جدير به. وربما إنزوى في داره خجلاً مما يرى. ولو تجول بسيارته المدرعة مع ما يشتهي من مدرعاتٍ وحمايات في المناطق المجاورة لشارع فلسطين الذي كان من أجمل شوارع بغداد ورأى كيف تجاوز أصحاب المحلات على الأرصفة ونهر الشارع وما يجري من عمليات كسر لأنابيب مياه الشرب لغسل السيارات, وماهو حال ساحة نادي الأخاء التركماني والشوارع التي تتفرع منها لأيقن إن هذه ليست بغداد وإنما دارفور.ولوتساءل كيف تعمل سيارات النفايات ومتى؟ وكيف أصبحت بغداد مزبلة كبيرة ترتع فيها الكلاب والقطط السائبة والجرذان المتوحشة. لأيقن إنه في بلد من بلدان ما قبل التأريخ أو في غابات أمازون ومجاهل أفريقيا. ولكن هل له أن يفعل ويتجول ويرى ويعمل للأصلاح ؟ أم أن هناك ما يمنعه منه؟فهل عجز العراق بمثل ميزانية أمانة العاصمة وما فيه من خيرات أن ينقذ بغداد وأهلها بشركات عالمية رصينة. تنجز مشاريعاً مهمة نحن بأمس الحاجة لها,كما تتمتع شعوب الأرض وتعيش.
الهند دولة آسيوية فيها شركات مجاري ذات باع طويل وخبرة مشهود لها فهل من الصعب التعاقد معها وبالآجل أو النفط مقابل المجاري!!!!!!!!!!هههههههههههههه؟
من المضحك المبكي أن ترى مليارات قد هدرت للضرر لا للمنافع. لقد رأيت في مركز قضاء سوق الشيوخ العمل جارٍ على قدم وساق لأنشاء مجاري للأمطار. ولكنها مكشوفة .مجارٍ عميقة عريضة هيً مزرعة لتكاثر البعوض وللنفايات التي تجرفها مياه الأمطار. وما تلقي به الرياح فيها. وعمال التنطيف يسابقون الزمن لتنطيفها ووضع ما فيها في نهر الشارع . فما هيَّ إلا ضرراً مؤكداً لا نفع فيه. فأي بارع جهبذ أشار عليهم بعدم جعلها مغلفة بفتحات تصريف كما في كل دول العالم؟ أم إنه إختراع غبي؟ فمن أشار ومن خطط؟ ؟لو أُنشِأ لربع المدينة مجاري مغلفة لكان أجدى وأنفع, وبالتدريج تُشمل كل المدينة .إن مدينة يسكنها 250 ألف نسمة ليس فيها ليلاً إلا طبيب خفر واحد, يدخل عليه العشرات سويةً للمراجعة نساءً ورجالاً سوية, حتى إن المرأة تخجل أن تخبر الطبيب عمّا بها. فهل عجز المسؤولون في سوق الشيوخ وفي محافظة ذي قار عن توفير طبيبة خافرة كل ليلة تخدم المعوزين الذين لا قدرة لهم على العلاج الخاص وإستقدام طبيب أو طبيبة للدار. لأنهم لا يملكون ثمن قوتهم اليومي. لكنه ومع الأسف لا تجري الأمور وفق مبدأ المكان للمكين بل للمحاصصة والمصلحة الحزبية والوراثة. فنجد إبن الشخصية الدينية الفلانية التي ترى إنها مقدسة ومن حقها أن يكون المحافظ منها رشحت إبنها محافظاً رغم فشله وعدم إحترامه لأفاضل الناس وإعتقاده بالقداسة , ومن حقه التفرغ لا للعمل بل لتقبل الناس يديه, دون أخذ الكفاءة والمقدرة بنظر الأعتبار. فهم يرون أنفسهم النبلاء والآخرون فلاحين وعبيد لاغير. ولا وقت لديهم لزيارة المستشفيات والمدارس المكتظة وبيوتات الفقراء والمحرومين.
هذا شهر محرم الحرام وذكرى إستشهاد الحسين لن تبارح الأذهان فهل ننسى صرخة الأمام الشهيد عليه السلام وهي طلب الأصلاح في أمة جده ؟فأين الأصلاح يا ترى؟ أهو في التضليل وحضور مجالس العزاء وإظهار الحزن الكاذب؟ كما يفعل المسؤولون اليوم وذرف دموع التماسيح؟ أم بالأصلاح الفعلي في أمة الحسين وأمة جده عليهما الصلاة والسلام ؟أم إنه الدجل الرخيص؟
إن الله لن يغفر لكل من أضر بالأمة ولا الناس تنسى هذا ولا التأريخ يرحم فإعتبروا يا أولي اللألباب.
إذن المسؤول الذي إختارهذا المسؤل الفاشل هو المتسبب وهذا مسؤول عن إختياره أمام الشعب. ولكننا شعب عاجز وثبت عجزه فهل نحن بحاجة لسيسي عراقي؟؟؟؟