22 ديسمبر، 2024 8:16 م

لا اصلاح ولا هم يحزنون

لا اصلاح ولا هم يحزنون

قبل أيام قال السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء ان سنة 2016 ستكون سنة القضاء على الارهاب ! وقبلها صرح ايضاً بأنه مايزال مستمراً بأصلاحاته رغم كل المعوقات !!
والغريب في هذين التصريحين الجديدين القديمين ، هو أن دولته يقول مالا يفعل ، وان أحدى شطحاته الاعلامية هو ان السنة الجديدة ستكون مخصصة بأيامها وساعاتها لمحاربة الفاسدين !
من حقنا ان نتساءل : وماذا فعلت بالسنة السابقة التي رفعت فيها شعاري الاصلاح ومحاربة الفساد ، وقلت أنك لن تكل ولن تمل حتى يتحقق كلاهما ؟ وأين يد الحديد التي هددت الفاسدين بضربهم بها ؟
ولنبدأ من سنة العبادي الاولى بالحكم ولنراجع معه انجازاته الاصلاحية ؟
حاولت ان اعثر على منجز واحد اصلاحي فلم اعثر عليه ، وكان مجلس النواب قد اعطى صلاحياته للعبادي لتحقيق الاصلاح الا انه لم يحرك ساكناً ولم ينجز ما وعد به . ولذا اضطر المجلس الى سحب الصلاحيات بعد ان فشل دولته في تقديم دليل واحد يقنع به اصدقاءه وخصومه بأنه فعل شيئاً مفيداً غير الكلام والوعود القضائية .
اما محاربة الفساد ، فحدث ولا حرج ! والعبادي لا يمكن له ان يقول بأنه قد استبعد الفاسدين وضرب على ايديهم وحتى الذين استبعدهم وهم يعدون على اصابع اليد الواحدة فقد جاء بأسوأ منهم وكانوا من حزبه ايضاً !! فالفاسدون في سنة العبادي الاولى عاشوا ربيع عمرهم .. وعندما حاول أن يصلهم ويخفض رواتبهم تظاهروا بالعشرات امام مكتبة فتراجع عن قراره بتخفيض رواتب الرؤوساء الثلاث والوزراء والنواب وكبار الموظفين في خضرائه ! اما مظاهرات الفقراء فلم يلتفت لهم رغم انهم اكثر بألف مره من متظاهرين الخضراء !! فلم يخفض رواتب الخضرائيين بل خفض رواتب فقراء المتظاهرين .
كانت المرجعية الشريفة قد دعمت العبادي وايدت توجهاته المعلنه بالاصلاح بمحاربة الفساد ولكن العبادي قد خيب املها به .. وجاءت خطبة الجمعة الماضية لممثل المرجعية لتؤكد ان الاصلاح او محاربة الفساد لم ينجز خلال السنة الفائتة !!
وعلى هذا .. ان شعار العبادي بمحاربة الفساد في السنة الجديدة ما هو الا واحدة من فضائياته وما اكثرها .. فلا تصدقون حتى وان اقسم بأغلظ الايمان !