مااسهل الكلام، وما أبسط رفع الشعارات وترديدها، استغفال الناس هو الاخر، لايحتاج الى جهد او ذكاء متميز، في ظل الوسائل المتاحة من فضائيات تطبل لمن يدفع، ووسائل اتصال متعددة الاشكال والاساليب، واجهزة متطورة، يمكنها ان تصور الانسان بأي شكل، هذا هو ما استثمر ساسة الفساد في العراق، سواء في زمن البعث او اليوم، حيث تمكن هؤلاء من خلط الاوراق في عيون الناس، ليحول الشريف الى وضيع والوضيع الى شريف، واللص والخائن والفاسد الى رمز، ويوصم الوطني والنزيه بكل الموبقات ظلما وزورا وبهتانا، تتعالى اصوات الجميع في العراق هذه الايام بالاصلاح. العبادي الذي هو جزء من كتلة القانون التي حكمت العراق ثمان سنوات، وقيادي في حزب الدعوة الذي حكم العراق من 2005 الى اليوم، السيد مقتدى الصدر الذي كان اعضاء تياره يشكلون اغلبية في مجلس النواب والحكومة، العبادي يدرك ويعلم ان الا اصلاح الا بالخلاص من حزب الدعوة، هذا الحزب الذي مارس اخبث دور منذ تشكيله، ليقف اليوم حائل امام تحقيق المشروع العراقي الجديد، يعلم السيد العبادي ان حزب الدعوة الذي لم ينجح اي من كوادره في قيادة اي مفصل من مفاصل الدولة التي تم تقاسمها بينهم وبين البعثيين، لايسمح له ان يتخلى عن الحكم، ولايمكن ان يتنازل عن اي منصب استخوذ عليه، العبادي يعلم علم اليقين ان المشاكل البينية داخل مكونات التحالف الوطني اسسها ورعاها حزب الدعوة، منذ حرض الصدريين ضد المجلس الاعلى ومنذ قسم قائمة الاغلبية الى قائمتين، العبادي يعرف ومتيقن ان حزبه، يعيش على الازمات سواء على المستوى الداخلي للتحالف او على المستوى الوطني، لذا لجأ العبادي لمواجهة الغضب الشعبي والمرجعي، بأفتعال ازمة التغيير الوزاري كجزء من اصلاح صوري وشكلي، أعتاد عليه سلفه، ليخلق ازمة بين القوى السياسية واشغال الرأي العام بها، اما السيد مقتدى فهو الاخر يعرف الحقائق اعلاه، فمازال يتذكر كيف اتخذ الدعوة التيار الصدري مطية لتمرير اهدافهم، ثم سرعان ماانقلبوا على كل الاتفاقات، من يريد الاصلاح عليه اولا، ان يبدأ بالاساس، ان يشكل كتلة اغلبية مكونات، تأخذ على عاتقها تشكيل حكومة، تتولى اكمال القوانين المعطلة منذ سنوات، توحيد القوانين المتناقضة، وضع اسس واضحة وشفافة للعمل الحكومي، بشرط ان لايكون الدعوة وحزب المستقلون الشهرستاني جزء منها، كل ماعدى ذلك شعارات لن ولم تقدم اي حلول، كونها مجرد شعارات لخلق ازمة يعبر بها الدعوة مرحلة، لمواجهة غليان الشارع لاغير.