18 ديسمبر، 2024 5:47 م

لا اشتراكية بدون ديمقراطية

لا اشتراكية بدون ديمقراطية

بمناسبة الذكرى ال150لميلاد قائد البروليتاريا العظيم لينين (1870-2020).
لينين ((لا يستطيع القيام بدور الطليعة الا الحزب الذي يعتمد على نظرية ثورية)).
الحلقة الرابعة.
##لا اشتراكية بدون ديمقراطية.
لا يمكن الفصل بين الاشتراكية والديمقراطية، فالاشتراكية هي التعبير الحي عن الديمقراطية الشعبية، اذ لا يمكن بناء المجتمع الاشتراكي بدون ديمقراطية حقيقية، وفي هذا الصدد اشار لينين الى ان الاشتراكية مستحيلة بدون الديمقراطية بمعنين وهما :اولا-لا يمكن للبروليتاريا ان تقوم بالثورة الاشتراكية اذا لم تستعد لها بالنضال في سبيل الديمقراطية، وثانياً -لا يمكن للاشتراكيةالمنتصرة ان تحتفظ بنشرها وتقود البشرية بدون الديمقراطية كاملة.

لقد حذر لينين من انه من الخطأ الفادح التفكير في ان النضال في سبيل الديمقراطية يمكن ان يلهي البروليتاريا عن الثورة الاشتراكية او يحجبها ويضعها في الظل،وكما اكد ايضاً انه ينبغي اجادة الجمع بين النضال في سبيل الديمقراطية والنضال في سبيل الثورة الاشتراكية مع اوضاع الاول للثاني وفي هذا تكمن الصعوبة كلها. لا يضع الشيوعيون الثورة والاصلاح على طرفي نقيض بالرغم من ان الثورة والاصلاح متعارضون، ولكن هذا التعارض ليس مطلقاً، ولا يمكن للحد الفاصل بينهما ان يكون جامدة،بل هو حي ومتحرك ويتطلب تحديده في كل مرحلة، وفي كل حالة ملموسة.

حذر لينين من خطرالبيروقراطية واعتبرها احد اهم الاعداء والخصوم للاشتراكيةالمنتصرة،فقد قال ان البيروقراطية سمة برجوازية تماماً من حيث مصدرها المعاصر، او من حيث غايتها.وبهذا الخصوص اشار ماركس الى خطر البيروقراطية حينما قال انه،، لا يمكن القضاء على البيروقراطية الا اذا اصبحت المصلحة العامة مصلحة خاصة في الواقع، واذا اصبحت المصلحة الخاصة مصلحة عامة في الواقع.

ان الهدف الرئيس للثورة الاشتراكية هو بناء مجتمع جديد خال من الاستغلال والاضطهاد والعبودية وخال من التناقضات التناحرية العدائية في المجتمع، ومن اولى مهمات المجتمع الاشتراكي ان يضمن للمواطنين الامن والسلام والحرية والعدالة الاجتماعية والرخاء وان يضمن حق العمل للمواطن دستوريا ومجانيةالتعليم والعلاج والسكن.

ان عملية بناء المجتمع الاشتراكي الجديد عملية معقدة وتستغرق مرحلة تاريخية طويلة. وقد اشار لينين في هذا الصدد انه،، لايجوز تصور الثورة الاشتراكية بشكل معركة واحدة وعلى جبهة واحدة :الامبريالية ضد الاشتراكية. هذه الثورة ستكون بمثابة عصر كامل من الصراع الطبقي المرتد،، كما يمكن لهذه الثورة ان تواجه،، مختلف الهزات الاجتماعية وطائفة كاملة من المعارك وعلى مختلف الجبهات ومن مختلف انواع التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المختمرة التي تتطلب تحطيما جذرياً للعلاقات القديمة،،

لقد اشار لينين الى ان،، بناء الاشتراكية يتطلب الاستخدام الكامل للعلم والتقنية وسوف نواجه صعوبات لا محاله،ففي كل مكان يوجد مخربون ومرتدون وا شرار ،وان الاغنياء والنصابين وجهان لعملة واحدة انهم الاعداء الرئيسيون للاشتراكية، ويجب فرض رقابة خاصة من جانب الجماهير جميعهم على هؤلاء الاعداء،، لان الاشتراكية تطالب باشد انواع الرقابة الصارمة من جانب المجتمع ومن جانب الدولة،،.

اشار الرفيق اوليغ شينين رئيس مجلس اتحاد الاحزاب الشيوعية -الحزب الشيوعي السوفيتي في دورة المجلس المنعقدة في25/1/2003 الى ان ((الصهيونية كانت منذ البداية عدو الثورة وعدو الشعب السوفيتي الخفي الذي لا يظهر نفسه علناً الا في حالات نادرة جداً ولهذا فهي خطرة جدا)) وكذلك((لا يجوز ان نغفل تلك الاساليب التي اتبعتها ولاتزال تتبعها لتحقيق التوسع واكتساب المزيد من الرسوخ والمكانة والتي تتمثل في التغلغل خفية في جميع بني المجتمع والدولة وزرع العملاء المباشرين ومن يسمون،،عملاء النفوذ،،، وكما تتمثل تلك الاساليب ايضاً في انشاء الطابور الخامس من اجل اخضاع الشعب ايديولوجيا واقتصادياً، وهكذا فان الصهيونية هي ايديولوجيا البرجوازية اليهودية الكبرى وممارساتها الفعلية واغلب الظن ان مراكز ادارتها هي نادي بيلدربيغ ونادي روما، وملتقى دافوس (محافل ماسونية عالمية) اما ممثليها المحليون فيجري تجنيدهم عن طريق شراء الضمائر والاغراء بالوظائف المريحة…..)).

نعتقد انه لابد من الاقرار بالمبادئ والأحكام الرئيسية للنظرية الماركسية –اللينينية المتمثلة في الاتي:::
لا اشتراكية علمية بدون ملكية اجتماعية لوسائل الانتاج، ولا اشتراكية علمية بدون قيادة الطبقة العاملة وحلفائها، ولا اشتراكية علمية بدون ديمقراطية، ولا حزب ثوري بدون نظرية ثورية، ولا حزب ثوري بدون وحدة فكرية وتنظيم ثوري.