23 ديسمبر، 2024 12:48 ص

لا استثناءات في حرب كرونا

لا استثناءات في حرب كرونا

لم يتعظ الانسان شيئا على ما يبدو من الحربين العالميتين وحروب متعاقبة نتيجة الطمع والجشع مع الحقد والكراهية ولربما بجنون العظمة من قبل اناس متعطشين للدماء متدربين على القتل والدمار من بني البشر ، وتركوا وراءهم ملايين القتلى ومجاعة ادت الى هلاك الالاف وخسائر مادية لا تعد ولا تحصى ، ولم تتوقف الى يومنا انتهاكا لحرمات الاديان السماوية والانسانية دون رحمة او عطف ، ولربما كرونا ذلك الوباء الذي لا يرى بالعين المجردة قد يلعب الدور الاساس ليعيد بني البشر من امثال هؤلاء الى رشدهم مع الفاسدين السارقين المال العام ، ونرى عالما اخرا في العدل والامن والاستقرار يحترم كرامة الانسان ، محرد تكهن لاغيره 0
ظهرذلك الوباء في الصين بتارخ 19 كانون الثاني 2019 بسرية مستغلا الاهمال لغرس انيابه في ارواح الضحايا والانتشار بشكل مخيف ولولا عظمة وجدية الحكومة الصينية على حصر الوباء بالضبط والتنظيم الصارمين وعدم فسح المجال لخرق التعليمات ومع ثقافة الشعب المتحصن ضد الكوارث ، لقضى الوباء عليهم ، ولحسن الحظ لم يحدث الوباء لاول وهلة في دول مصابة بوباء الفساد وعراك المصالح الشخصية لحكامها المتناسين جراح شعوبهم ، لكانت الكارثة لهم وعلى العالم اشد وطآة واكثر رعبا ، وتسربت ذيول كرونا قبل ان تسيطر الصين عليه بسرعة غير مسبوقة بواسطة الاشخاص الى دول العالم ، ومنها اتخذت الاجراءات الفورية لحصره ومنها دول كايطاليا اهملته في باديء الامرالى ان خرج عن السيطرة وقال رئيس وزراءها ان لم نسيطرعلى الوباء خلال الاسبوع سنضع البلاد في الحجر الصحي التام ونوقف كافة المعامل والمنشات ونضحي بالبلاد لاجل الشعب وندفع اجور العاطلين كما الشعب ضحى في الحروب لاجل البلاد ، اما الصين باصرارها اذهلت العالم من حيث الامكانيات التقنية والعلمية والسيطرة الحازمة على فرض الوقاية الجبرية في النظافة والحجرالصحي في البيوت وحظر التجمع والتجمهر لاي سبب كان لحصر الوباء ومنع انتشاره واخيرا توصلت الى شبه القضاء عليه 0
التدخل في الصراع المحتدم عن ظهور هذا الوباء الفتاك وانتشاره صعب ، لان كل دولة لديها منافسة في التجارة والصناعة او السياسة مع دولة اخرى تتهمها بنشره ، وباعتقادي ان هذا الوباء ليس الا كالاوبنة الاخرى التي اجتاحت العالم عبر الازمنة المنصرمة لان الاوبئة المصطنعة ان صح القول للحروب البايولوجية اوالجرثومية يمكن التعرف عليها بكل بساطة لان المستحيل بات في خبر كان في عالمنا العلمي والتقني اليوم ، الا ان دخوله نقلا الى البلاد معروف عن طريق الاشخاص الداخلين عبر الحدود الايرانية من منافذ عديدة ولكن الاجراءات الوقائية كانت بطيئة واجهتنا مظاهرات لوضع حد لكافة الداخلين الى البلاد في الحجر الصحي للتاكد من سلامتهم وفي اقليم كوردستان اعطيت الاهمية القصوى للموضوع حال ظهوره في اغلاق كافة محلات واماكن التجمع بما فيها الجوامع والمدارس والجامعات ومنع اقامة التعازي ومتابعة المتسربين عن الحجر الصحي وتخصيص برامج تثقيفية في التوعية عن الوقاية والالتزام بالحجر البيتي وعدم الخروج حفاظا على السلامة العامة بحزم وثبات وكان الاجدر ان ترافقها حزمة من العقوبات الصارمة دون هوادة ضد كل من يتلاعب بارواح الناس بخرق قواعد الوقاية واخراس الدجل وخرافات المتجاهلين مخاطر منشوراتهم في شبكة التواصل او عبر التجمعات لاوهام الناس ، في حين ان كرونا يتمثل بالرصاصة اذا خرجت من فوهة البندقية لا تعرف شخصية المتلقى مهما كانت صفته الدينية او الاجتماعية او الجنس0
السياسيون منهمكين في النزاعات على السلطة بعيدا عن معركة كرونا حامي الوطيس ، فاليوم قادة الحرب هم ملائكة الرحمة الاطباء وذوي المهن الصحية ضحوا بانفسهم في انقاذ البلاد من هذه الكارثة في معركة مستمرة ليلا ونهارا بدون كلل في مواجهة عدو شرس ، غير مرئي لا يعرف الاستثناءات في العمر والجنس ومن مفارقات هذه المعركة لم يسجل لحد الان أي انسحاب او تخاذل او تسرب لهؤلاء الابطال كما تحدث في ساحات المعارك او الحروب العسكرية وكلنا امل بانتصارهم على الوباء دون ان يصاب احدهم بمكروه باذن الله ، واخيرا نتساءل ممن تقاسموا كعكة العراق ، هل يضحون بامتيازاتهم تعزيزا وسندا لجهود ابطال المعركة كما فعل الخيرون من المواطنين في مساعدة الفقراء والعاطلين عن العمل دون التطاول على رواتب صغار الموظفين والمتقاعدين ، وسلاما على كل مواطن شريف يلتزم بالنظافة والحجر الصحي وفقا لتعليمات المراجع الصحية ليقطع انفاس كرونا قبل ان يمد يىده الى جرس بيته ومن الله التوفيق.